المدرسة الصلاحية في القدس.. أوقفها السلطان الأيوبي صلاح الدين قرب باب الأسباط على الشافعية. الفقه والفرائض والحديث والنحو والشعر واللغة العربية



المدرسة الصلاحية:
تقع بالقرب من باب الأسباط سميت بالصلاحية نسبة إلى واقفها السلطان الأيوبي صلاح الدين وقد أوقفها على الشافعية في عام 588هـ/1192م وتشير بهذا كتابة على مدخلها، ومن المواد التي كانت تدرس في هذه المدرسة الفقه والفرائض والحديث والنحو والشعر واللغة العربية، والرياضيات وعلم التاريخ.
تعتبر المدرسة الصلاحية من أشهر مدارس القدس الإسلامية وأطولها عمراً فقد ظلت تقوم بوظيفتها قرابة القرون الستة أي إلى أواخر القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلادي  حيث هجرت.
وفي أوائل القرن التاسع عشر تهدمت المدرسة على إثر الزلزال الذي ضربها بين سنتي 1821 و 1842،  وعندما احتل إبراهيم باشا المصري مدينة القدس عام 1831م أراد هدم المدرسة لاستعمال حجارتها في بناء ثكنة عسكرية إلا أنَّ احتجاج الأهالي جعله يوقف الهدم وفي أواسط القرن التاسع عشر جرت محاولة لإعادة الحياة إلى المدرسة إلا أنَّها لم تنجح وفي عام 1840 حصلت الطائفة اليونانية على فرمان سلطاني للاستيلاء على المدرسة إلا أن المسلمين عارضوا ذلك ونجحوا في معارضتهم، وفي عام 1855 طلب الإفرنسيون من السلطان العثماني بأن يصدر أوامره لتسليم المدرسة الصلاحية لهم ليعيدوها إلى كنيسة مقابل مساعدتهم له في حرب القرم فلم يوافق على طلبهم فأرادوا ترميمها وأنجز ذلك عام 1878م حيث سلموها إلى الآباء البيض، وأقاموا فيها مدرسة سميت مدرسة القديسة جنة التابعة للرهبان الكاثوليك وقد درس في تلك المدرسة عدد كبير من المدرسين العرب.
في عام 1915 حول جمال باشا المدرسة الصلاحية إلى كلية إسلامية سماها «كلية صلاح الدين الأيوبي» واستمرت كمدرسة عصرية حتى 9 يناير عام 1917 وعندما احتل الإنجليز مدينة القدس أعادوها إلى الآباء البيض، وفي عام 1927 قامت القوات الإسرائىلية بضرب المدرسة بقنابلها التي ألحقت بها أضراراً فادحة.
أوقف السلطان صلاح الدين الأيوبي كثيراً من الأوقاف لصالح المدرسة للإنفاق عليها، من تلك الأوقاف دكاكين وبساتين في داخل مدينة القدس وخارجها كما أحضر لها أفاضل العلماء للتدريس فيها ومن أشهرهم شمس الدين أبو عبد الله الهروي، نجم الدين بن جماعة، شمس الديـن أبو الخير الدمشقي وكثيرون غيرهم.


المواضيع الأكثر قراءة