المصادر الأدبية واللغوية.. المؤلفات التي كتبت حول المصادر في الزمن الذي صنّف فيه هذا المصدر، أو في زمن قريب منه

المصادر الأدبية واللغوية:

حين نقول "المصادر الأدبية" فإن هذا يقتضينا الوقوف عند هذه التسمية وقفة قصية لكي نرى ما يمكن أن يكون هناك من فوارق بين مصطلح "المصادر" والمصطلح الآخر الذي يكثر استخدامه كذلكن وهو مصطلح "المراجع".

بين المصدر والمرجع:

فمن الدارسين من يرى أن المصدر هو "كلّ كتاب تناول موضوعاً وعالجه معالجة شاملة عميقة، وهو كل كتاب يبحث في علم من العلوم على وجه الشمول والتعمق، بحيث يصبح أصلاً لا يمكن لباحث في ذلك العلم الاستغناء عنه كالجامع الصحيح للبخاري، وصحيح مسلم هما أصلاً ومصدران في الحديث النبوي، بينما تعد كتب  الأحاديث المختارة كالأربعين النووية، من المراجع في ذلك.
وككتاب الكامل للمبرد، وصبح الأعشى للقلقشندي، فهي أصول ومصادر في الأدب، وغيرها مما أخذ عنها مرجع.
ومثل هذا نقول في تاريخ الطبري سيرة ابن هشام كلها أصول ومصادر في بابها، وما اقتبس أو استمدّ منها مرجع في بابه".
و معنى هذا أن المصدر يحتوي على المادة الأصلية والمرجع هو الكتاب الذي رجع فيه صاحبه إلى هذه المادة في مصدرها و أفاد منها.

فهم النّص الأدبي وتوضيحه:

و باحث آخر يؤكد معنى المصدر هذا حين يقول: "فالمصدر أصدق ما يكون حين يطبق على الآثار التي تضمّ نصوصاً أدبية، شعراً أو نثراً لكاتب واحد أو مجموعة من الكتاب، لشاعر فرد أو لطبقة من الشعراء، أو لخليط من كتّاب وشعراء و خطباء، رويت هذه الآثار شفاهاً، أو دونت في كتب أو نُقشت على الأبنية، ووصلتنا دون تعليق على النّص أو تفسير له، دون تمهيد له أو تعليق عليه".
أمّا المرجع عند هذا الدارس: "هو ما يساعد على فهم النّص الأدبي وتوضيحه و تفسيره و تقويمه".
و من جهة أخرى نجد محاولة لحل هذا الإشكال عن طريق استخدام مصطلح إضافي.

المراجع العامة والخاصة والأصلية:

فبالنسبة للمعاجم و دوائر المعارف وكتب الطبقات وكتب التراجم وما أشبه يطلق عليها مصطلح "المراجع العامة"، في مقابل المراجع الخاصة، التي يتصل كلّ منها بفرع بعينه من المعرفة، او بموضوع بعينه لا يعدوه إلى سِواه.
ومن ثمّ يعد كتاب ككتاب الأغاني، لأبي فرج الأصفهاني، مرجعاً عاماً في حين يعد كتاب ككتاب "شعر الغناء في المدينة" مرجعاً خاصاً.
و هناك أيضاً "المراجع الأصلية"، و يقصد بها تلك المؤلفات التي كتبت حول المصادر في الزمن الذي صنّف فيه هذا المصدر، أو في زمن قريب منه.
ومن ثمّ يصبح شرح المرزوقي لحماسة أبي تمام، أو شرح الأنباري لمفضليات الضبّي، مرجعاً أصليّاً لفهم هذه الأشعار، وهذا في مقابل ما يُسمى بالمرجع المساعد، وهو المرجع الذي لا يتصل أصلاً بمادة المصدر ولكنه يمكن الإفادة منه بطريقة غير مباشرة في إلقاء الضوء عليها.

تصنيف المراجع حسب القدم والحداثة:

وقد تصنّف المراجع تصنيفاً آخراً وقفاً لقدمها وحداثتها، فيقال مرجع قديم و مرجع حديث، والمرجع الحديث يفيد غالباً من المرجع القديم.فكتاب الكامل للمبّرد مرجعاً قديماً في أدب الخوارج و غيره، في حين أنّ كتاب أدب الخوارج للدكتورة سهير القلماوي مرجعاً حديثاً.
أمّا بالنسبة للمصادر فإنها تصنّف كذلك في نوعين متمايزين، دون أي اعتبار للقدم والحداثة، هما المصادر الأساسية والمصادر المساعدة.

المصادر الأساسية والمصادر المساعدة:

فالمصادر الأساسية: "هي التي استهدف بها أصحابها الجانب الأدبي بدءاً".
و أنّ المصادر المساعدة فهي التي: "تتمثل في نصوص أدبية و هامّة، مبثوثة في مضانّ غير أدبية، من المعاجم و كتب النحو واللغة أو الجغرافيا و التاريخ".
و كذا نحصل على المصطلحات التالية: المراجع العامة، المراجع الخاصة، المراجع الأصلية، المراجع المساعدة، المراجع القديمة، المراجع الحديثة، ثمّ المصادر الأساسية والمصادر المساعدة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال