السياحة في المرحلة المعاصرة.. ظهور المنتجعات السياحية. المخيمات السياحية منخفضة التكاليف. زيادة حجم التدفقات النقدية الناتجة عن السياحة



مع بداية القرن العشرين وبالضبط بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية  وباستقرار الأوضاع السياسية، وازدهار الأوضاع الاقتصادية وارتفاع المستوى المعيشي، وتوفر وسائل النقل المتطورة كالطائرات، استعاد الإنسان ماضيه الحافل بالترحال ولكن تحت شعار جديد عرف بالسياحة وباستخدام أحدث وسائل النقل.

هنا ادركت الحكومات أن السياحة لم تعد ذات طابع تقليدي وإنما صارت اقتصاد للتخطيط السياحي مثل الاتحاد الدولي للمنظمات السياحية الرسمية (UIOTO) والذي سرعان ما تحول إلى منظمة دولية متخصصة في شؤون السياحة عرفت باسم المنظمة العالمية للسياحة (OMT) التابعة لهيئة الأمم المتحدة، هذا التطور الكبير كان نتيجة لعوامل عديدة نذكر منها:

1- استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية

2- التطور الكبير في وسائل النقل سواء البرية، الجوية والبحرية.

3- ارتفاع المستوى المعيشي والدخل الفردي.

4- تنظيم أوقات العمل، وتخفيض ساعات العمل، وزيادة العطل السنوية مدفوعة الأجر وزيادة الضمانات الاجتماعية لهم.

5- ارتفاع مستوى التعليم في الدول المختلفة مما زاد الرغبة في السفر.

6- زيادة حاجة الأفراد السياحية نتيجة الضغوطات النفسية التي تواجههم في العمل.

7- زيادة الوعي لدى الحكومات والمؤسسات والأفراد بأهمية السياحة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.

ونتج عن هذه المسببات أشكال سياحية عدة مثل ظهور المنتجعات السياحية في العديد من دول العالم، وظهور المخيمات السياحية منخفضة التكاليف، التي يقبل الطلبة والعمال وصغار الموظفين وأصحاب الدخول المحدودة.

كذلك ظهور القرى السياحية - وهي منتجعات تملكها او تديرها او تشارك في ادارتها و تشغيلها شركات سياحية عالمية تتولى شؤون تسويقها سياحيا على المستوى العالمي و توجد مثل هذه القرى في فرنسا، إيطاليا، اليونان، اسبانيا، مصر، المغرب، كرواتيا والبرازيل، بالإضافة إلى العديد من الجزر كجزر هاواي وجزر الكاريبي وجزر أندونيسيا.

وتزايدت الأفواج السياحية التي تتوجه إلى الأماكن الأثرية والمباني التاريخية والقصور والمتاحف.

وكل هذا أدى إلى زيادة حجم التدفقات النقدية الناتجة عن السياحة، فبعد أن كان عدد السياح في العالم لا يتجاوز 25 مليون سائح سنة 1950 صار يتجاوز 700 مليون سائح في السنوات الأخيرة، وبلغ الدخل السياحي 621 مليار دولار أمريكي سنة 2000 بعد أن كان لا يتجاوز 28 مليار دولار أمريكي سنة 1973.

لذلك صارت السياحة تعد من اكبر عناصر التجارة الدولية، وأهم الصناعات العالمية نموا، لذلك أصبح يطلق على القرن العشرين بقرن السياحة.


المواضيع الأكثر قراءة