المنهج البنيوي أساسه لساني.. الأدب يصنع بالأصوات والمقاطع الصرفية والكلمات والجمل. علم السيميولوجيا يدرس العلامات والرموز والإشارات ضمن سياقها التواصلي الاجتماعي



من المعلوم أن الأدب شعرا ونثرا (قصة - رواية- سرد- مسرح) يصنع باللغة. أي: يصنع بالأصوات والمقاطع الصرفية والكلمات والجمل. فإذا أردنا تحليل نص أدبي - مثلا- سواء أكان قصيدة شعرية أم رواية أم قصة أم مسرحية، فلابد من الاستعانة بمنهج نقدي معين. ومن أهم هذه المناهج النقدية  نذكر: المنهج البنيوي اللساني أو اللغوي، فهو أصلح المناهج للأدب؛ لأنه يهتم باللغة، ويهتم بعوالمها الشكلية والتعبيرية. وهكذا، فقد وضع العالم السويسري فرديناند دوسوسير سنة 1916م قواعد المنهج البنيوي، في كتابه القيم (محاضرات في اللسانيات العامة)، وقد تحدث فيه عن مجموعة من الثنائيات: الدال والمدلول، واللسان والكلام، والمحور التركيبي والمحور الاستبدالي، والسانكرونية والدياكرونية، واللسانيات والسيميولوجيا. كما رصد مجموعة من المستويات اللسانية التي تقوم عليها البنيوية النصية، كالمستوى الصوتي، والمستوى الصرفي، والمستوى الدلالي، والمستوى التركيبي. وقد بشر فرديناند دوسوسور أيضا بعلم جديد هو علم السيميولوجيا الذي يدرس العلامات والرموز والإشارات، ضمن سياقها التواصلي الاجتماعي.
هذا، وترتكز البنيوية اللسانية على مجموعة من المصطلحات التطبيقية والمفاهيم الإجرائية، مثل: البنية- النسق- الشبكة- الداخل- النص- اللسانيات- المستوى- الدال-المدلول- الأثر الأدبي- الحقل الدلالي والمعجمي- الثنائيات البنيوية- الوحدات البنائية- الفونيمات- المورفيمات- المونيمات-المحور التركيبي- المحور الانتقائي- التفكيك- التركيب- العلاقات- التضاد- الاختلاف- الراوي- الشكل- الكلية- الوظائف- اللغة- اللسان- الكلام- القواعد- النماذج الأدبية-البناء-العناصر- السانكرونية- الدياكرونية- القوانين الشكلية واللغوية..
ومن جهة أخرى، يمكن الحديث عن مجموعة من البنيويات داخل اللسانيات، فهناك البنيوية السوسيرية، والبنيوية الوظيفية مع أندري مارتينه، وتروبتسكوي، ورومان جاكبسون. وهناك أيضا، البنيوية الكلوسيماتيكية مع هلمسليف، والبنيوية التأليفية مع كروس، والبنيوية التوزيعية مع هاريس وبلومفيلد وهوكيت وسابير. وهناك كذلك البنيوية التوليدية التحويلية مع نوام شومسكي، والبنيوية التداولية الوظيفية مع فان ديك، وهاليداي، وحسن رقية..
علاوة على ذلك، طبق المنهج البنيوي على الأدب، لأول مرة، من قبل كلود ليفي شتروس ورومان جاكبسون، في منتصف الخمسينيات من القرن العشرين، وكان ذلك التطبيق البنيوي على قصيدة شعرية للشاعر الفرنسي الرمزي شارل بودلير تحت عنوان (القطط/ Les chats). وبعد ذلك، طبق هذا المنهج النقدي على النصوص السردية، أولا من قبل الشكلانيين الروس (فلاديمير بروب، وشكلوفسكي، وتوماشفسكي..)، وثانيا من قبل مجموعة من البنيويين الفرنسيين، مثل: تودوروف، وكلود بريمون، وجيرار جنيت..
وقد تمثل كثير من النقاد العرب المنهج البنيوي اللساني، بطريقة من الطرائق، ككمال أبو ديب، وحسين الواد، ومحمد بنيس، وجابر عصفور، وعبد الله الغذامي، وعبد الملك مرتاض، وحسن بحراوي، وسيزا قاسم، ويمنى العيد، وخالدة سعيد، وعبد الفتاح كليطو..


المواضيع الأكثر قراءة