فلسطين والصراع الديني والحضاري.. الأرض المقدسة وأولى القبلتين وثالث الحرمين عند المسلمين ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام



تشكل فلسطين، جسراً برياً يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا؛ ورابطًا يصل بين أوروبا والهند.

وهي البلاد التي كان فرعون مصر يوصي ولي عهده بإبقائها تحت سيطرته؛ لأنها يمكن أن تكون ممرًا ينفذ منه الأعداء للسيطرة على مصر، وللتحكم بطرق القوافل التجارية بين أفريقيا وآسيا وأوروبا.

إنها النقطة التي بقيت أهميتها الإستراتيجية قائمة حتى الآن؛ وخاصة بعد  فتح قناة السويس، وازدهار أهمية النقل المائي في التجارة الدولية.

وقد ازدادت أهمية فلسطين بشكل كبير نتيجة علاقتها الوثيقة بالصراع الديني والحضاري.
فهي من أبرز بؤر الصراع بين عقائد الديانات السماوية الثلاث وأفكارها، والثقافات المرتبطة بها، والحضارات التي بنيت عليها.

ولهذا طغت النظرة إلى فلسطين باعتبارها الأرض المقدسة.
فهي تضم ضريح سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهي أرض نوح ولوط وإسماعيل وإسحق، عليهم السلام.

وهي الأرض التي سعى إليها كليم الله موسى عليه السلام.
وهي أرض ممالك داوود وسليمان عليهما السلام؛ وهي  مهد عيسى عليه السلام، ومنطلق دعوته.

وقد ازدادت قدسية فلسطين باعتبارها أولى القبلتين وثالث الحرمين عند المسلمين الذين تكفلوا بحمل دعوة التوحيد التي مهد لها من سبقهم من رسل الديانات السماوية.

ومما زاد من أهمية فلسطين عند المسلمين، معجزة إسراء سيدنا محمد- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- ومعراجه؛ حيث عرج من قدسها إلى السماء.

ومن هنا فإن الصراع على أرض فلسطين استمر على مر التاريخ؛ وسعت إليه القوى العالمية لبسط السيادة العقائدية والفكرية والحضارية والاقتصادية والسياسية والعسكرية.


المواضيع الأكثر قراءة