التكامل التكنولوجي لتنمية استخدامات الطاقة الشمسية.. الربط بين الاتجاهات الحديثة في توليد الكهرباء من مصادر نظيفة ومتجددة وبين توجهات وخطط القطاع الصناعي



يعد التكامل التكنولوجي بين الدول المتقدمة والنامية أحد متطلبات ترويج استخدامات تطبيقات الطاقة الشمسية في كافة المجالات، القصور المعرفي بتقنيات تصميم وتصنيع معداتها يمنع نشر تكنولوجياتها في الكثير من الدول النامية.

فعلى صعيد تصنيع المركزات الشمسية نجد أن التصنيع المحلى في الدول النامية يكاد يتوقف على تصنيع هياكل المركزات، يضاف إلي ذلك الكابلات الكهربائية والمحولات اللازمة للمحطات الكهربائية.

إن تضييق الفجوة التقنية بين الدول النامية والمتقدمة في هذا المجال يحتاج فى بادئ الأمر إلى شراكة مع جهات تمتلك قدرات معرفية يمكن أن تساعد الدول النامية فى النهوض تكنولوجيا، وبخاصة مع تنامى نزعة احتكار المعرفة وفرض قوانين الحماية الفكرية التى تضمن لمن ينتج المعرفة دون غيره حقوق استثمارها.

وبالنسبة للعالم العربي تكتسب مسألة الملكية الفكرية أهمية خاصة مثله فى ذلك مثل الدول النامية، وذلك لكونه مستوردا للعلوم والتكنولوجيا.

وعلى صعيد مجالات الطاقة لا يكاد قانون أو تشريع للطاقة المتجددة فى العديد من الدول يخلو من دعم إجراءات البحث العلمى فى المجالات المختلفة والدعوة إلى تبادل الخبرات بين المراكز البحثية.

إلا أن الحاجة إلي إيجاد آليات لتنفيذ مثل هذه السياسات يحتاج في بعض الدول إلي الربط بين الاتجاهات الحديثة في توليد الكهرباء من مصادر نظيفة ومتجددة وبين توجهات وخطط القطاع الصناعي في هذه البلدان.

وعلي صعيد الدول العربية، تبدو الحاجة ملحة إلى تحديد أهداف ترتبط بقيم ونسب وفترات زمنية مع توزيع الأدوار على مراكز البحث العلمى المتميزة في مجالات الطاقة المتجددة أو التى لديها خبرات عملية.

ولا يعني هذا قصر التعاون ليكون عربيا/عربيا، بل من الضرورى أن يبدأ عربيا/أجنبيا مشروطا بنقل التكنولوجيا إلى الأرض العربية لنجد بعد عدة سنوات تصميمات عربية وتكنولوجيا عربية.

وحتى لا نتحرك فٌرادى فإن التنسيق بين هذه العوامل المتعددة يتطلب فى بادئ الأمر إيجاد آلية تتاح من خلالها الفرصة لكل دولة عربية للمشاركة فى أعمال البحوث والتطوير ونقل التقنيات الخاصة بالطاقة الجديدة والمتجددة، وعلى أن يتزامن هذا مع إنشاء قاعدة بيانات للطاقة الجديدة والمتجددة تتضمن مسحا شاملا للمصادر المتاحة، والهيئات والجهات والمؤسسات المعنية ذات العلاقة ومراكز الأبحاث والخبراء، مع أهمية تحديثها بصفة دورية.

إن تزايد الطلب على الطاقة بشكل سريع فى منطقة شمال وجنوب المتوسط إلي جانب الاهتمام بقضايا أمن الطاقة وتغير المناخ وحماية البيئة يمكن أن يسهم في إيجاد تعاون مشترك بين البلدان النامية والمتقدمة، وذلك للحد من الزيادة في الاعتماد علي البترول والمصادر الإحفورية.

فبدلا من أن تصبح هذه الدول من كبار مستوردي النفط والغاز الطبيعي يمكنها أن تتعاون مع الدول النامية لتصبح من كبريات الشركات المنتجة والمصدرة لمعدات الطاقة المتجددة.


المواضيع الأكثر قراءة