المنطق واكتشاف الحقيقة الموضوعية.. ظهور المنطق الرمزي (الرياضي) الذي عوض اللغة العادية بالرموز الرياضية بالثبات في اعتمادها كلغة دقيقة مختصرة



ما يجعل المنطق لا يصلح لاكتشاف الحقيقة الموضوعية أنه لا يتناسب وطبيعة الدراسات العلمية الجديدة؛ فمعيار المعرفة عند جون ستيوارت مل هو التجربة وليس مطابقة الفكر لنفسه، فهو غير كاف في توجيه العلوم الطبيعية.

وعلى هذا الأساس تأسس المنطق الاستقرائي الذي غير من البحث المنطقي إلى ميدان التجريب الحسي.

بالإضافة إلى ظهور المنطق الرمزي (الرياضي) الذي عوض اللغة العادية بالرموز الرياضية بالثبات في اعتمادها كلغة دقيقة مختصرة، يبني بها أنساقه المنطقية المختلفة.

وهذا يجعل المنطق في هذه الحالة دون غيرها أداة يتم بناؤها تبعا لتقدم الثقافة وحركة العلوم وهذا هو المعنى الذي ينطلق منه جون ديوي في تأسيسه للمنطق الأداتي الذي يؤمن بأنه كلما تغيرت الظروف، يتحتم كذلك أن تتغير الصور المنطقية.

كما أن المنطق أصبحح متعددا للقيم متجاوزا ثانئية (الصدق والكذب).
وهذا يفسر لنا وجود أكثر من احتمال قد تجمع بين الاثنين (الصدق والكذب)، كتعبير عن حركة الأشياء وليس سكونها.

وهذا ما عبر عنه المنطق الجدلي الذي يقوم على النظر إلى العالم الطبيعي على أنه محكوم بمبدأ التناقض والتغاير، الذي يعبر عن الحركة والنشاط وإظهار صيرورة الحياة التي ينتقل فيها الفكر من الشيء غلى غيره طلبا للمعرفة مما يعني أن الفكر يعتمد على هوية الأشياء، وعلى تناقضها.

غير أن التناقض أهم لأنه مجال للصراع والحيوية والاستمرار وهذا ما عبر عنه الفيلسوف هيجل في جدليته المشهورة (الأطروحة، نقيض الأطروحة، التركيب... إلى أطروحة أخرى فهكذا.


المواضيع الأكثر قراءة