التعبير ووظيفته الاجتماعية.. على رأس النشاط الاجتماعي مجال التعبير الوظيفي الذي يعد وسيلة للاتصال بين الفرد والفرد, وبينه وبين المجتمع



كما نعلم أن التربية بالأساس عبارة عن نشاط اجتماعي, وأن مفهوم النشاط الاجتماعي حتما يمتد إلى ذا اللغوي.

ويقف على رأس النشاط الاجتماعي مجال التعبير الوظيفي الذي يعد وسيلة للاتصال بين الفرد والفرد، وبينه وبين المجتمع, سواء أكان ذلك عن طريق الكلمة المنطوقة ام الكلمة المكتوبة.

وممن القوا الأضواء على الاستخدام الوظيفي للغة "تيلر" في كتابه "أصول المناهج".

إذ افترضت هذه الأصول أن من أهم الميادين التي تشتق منها أهداف التعبير المجتمع الذي يعيش فيه المتعلم.

فحين نعلم أو نربي لا بد أن نهتم بجعل المتعلم قادرا على القيام بالمطالب أو الوظائف أو المهام التي يتطلبها منه المجتمع الذي يعيش فيه.

ومعنى ذلك- فيما يتعلق بالتعبير- أن مراحل التعليم ينبغي أن تعمل على تمكين التلاميذ من القيام بجميع ألوان النشاط اللغوي التي يتطلبها منهم المجتمع.

وقد استطاع جونسون أن يصل إلى 73 لونا من ألوان النشاط اللغوي, صنفها في ألوان رئيسية قليلة سماها بالمراكز الوظيفية.

ومن هذه المراكز: كتابة الرسائل، المحادثة، المناقشة وإلقاء التعليمات، كتابة محاضر الجلسات ... وذلك من خلال بحوثه وتجاربه التي ركزها أو ركز الكثير منها على التعبير.

وكان من النتائج التي وصل إليها أن تعليم التعبير عن طريق المواقف الوظيفية أجدى من تعليمه عن طريق الموضوعات التقليدية.

وقد عد بعض التربويين ذلك انقلابا جذريا في تعليم التعبير، وليس من شك انه خطوة متطورة.

وإن من مهام الدراسة اللغوية أن تعد التلميذ إعدادا صحيحا للتعبير عن الأنشطة الاجتماعية التي تواجهه، وأن تمنح هذه الأنشطة غاية اهتمامها.

ولكنها مع ذلك مسؤولة عن تعميق المفهوم الأصيل للتعبير، وهو التعبير عن النفس بما يعتمد عليه من فكر ورأي وحس، بحيث يمتد هذا المفهوم إلى التعبير الوظيفي أيا كان لونه فيحمل الطابع النفسي لصاحبه، ولا يأتي في أي حال مسخا منفصلا انفصالا تاما عن نفسه.

فهناك منه ما ينزع نحو الموضوعية كحديث الشخص عن رأي أو فكرة في ندوة أو محاضرة، والتعبير الذي ينحو نحو التسجيل كما في كتابة التقارير ومحاضر الجلسات فكلاهما - مع بعدهما عن الذاتية الواضحة - لا بد أن يحملا السمات النفسية لمن صدرا عنه، بصورة ما لم تقطعهما عن نفسه ولا عن المفهوم الأصيل للتعبير.


المواضيع الأكثر قراءة