خط ماجينو.. خط دفاعي محصن على امتداد الحدود الشرقية لفرنسا من حدود سويسرا جنوبا حتى حدود بلجيكا شمالا ومثّل أعلى درجات تطور الوسائل الدفاعية التي عرفتها أوروبا



خط ماجينو هو خط دفاعي محصن على امتداد الحدود الشرقية لفرنسا. يمتد هذا الخط من حدود سويسرا جنوبا حتى حدود بلجيكا شمالا وهو على اسم: "أندري مجينو" وزير الحرب الفرنسيّ لعام 1929-1930م.

مثّل هذا الخط أعلى درجة من درجات تطور الوسائل الدفاعية التي عرفتها أوروبا في ذلك الحين. جاءت اقامة هذا الخط لطمأنة الفرنسيين أنّ الألمان لن يستطيعوا اختراق الحدود وبذلك تصبح فرنسا حصينة منيعة.

ولكن أثبت هذا الخط عدم جدواه حينما استولى الألمان على فرنسا عبر الحدود البلجيكية من الشمال.

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى اعتمدت فرنسا استراتيجية دفاعية سلبية بإنشاء "خط ماجينو" Ligne Maginot، الذي يُعد نموذجاً للتحصينات الدفاعية الثابتة.

واتبع القادة العسكريون هذه النظرية إيماناً منهم بمقدرة الخط على وقف تقدم القوات الألمانية وإنهاكها، ما يسهل توجيه ضربات مضادة إليها وسحقها إلى جانب ذلك فقد طور المهندسون العسكريون أنماطاً أوجدوها لزيادة قدرة الدفاع الدائري، وتغطية بعض الحصون بعضاً بالنيران والقوات.

ينسب هذا الخط الدفاعي إلى وزير الحربية الفرنسي أندريه ماجينو André Maginot الذي نادى للأخد بنظرية الدفاع الثابت ودافع عنها امام البرلمان الفرنسي.

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وانتصار فرنسا عام 1918، بدأت الدراسات حول ما يجنب فرنسا أي عدوان مرتقب، خاصة على الحدود الشمالية الشرقية مع ألمانيا، في منطقتي الألزاس Alsace واللورين Lorraine.

وبعد دراسة الإستراتيجية الألمانية التي تبنت نظرية الحرب الخاطفة اتخذت فرنسا إستراتيجية دفاعية، اعتمدت على بناء خط من التحصينات القوية المستديمة "خط ماجينو".

هذا الخط يكون قادراً على وقف تقدم القوات الألمانية المهاجمة، ما يسهل قيام القوات الفرنسية المدافعة بتوجيه ضربات مضادة إليها وسحقها.

وقد أثر هذا الفكر الإستراتيجي الخاطئ على تنظيم القوات الفرنسية المدافعة عن خط ماجينو وتكوينها، وأدى إلى إهمال تطوير قواتها المدرعة والميكانيكية، والقوات الجوية وقوات الإبرار الجوي.

وقد ساعد على الاقتناع بهذه النظرية.أن القيادة العليا الفرنسية، قد تأثرت لعدد القتلى والجرحى في الحرب العالمية الأولى من عام 1914 إلى 1918.

وكان من نتائجها أن صار الرأي العام الفرنسي على درجة عالية من الحساسية لفقد الأرواح، موقنة إنها إن تكررت فستكون النتيجة نهاية فرنسا.

وأصبح البرلمان الفرنسي أكثر قناعة للأخذ بالدفاعات المحصنة التي توفر للجنود الفرنسيين الصمود والثبات.

وقد فشل خط ماجينو في حماية فرنسا من الغزو الألماني في الحرب العالمية الثانية.
إذ أن الخطة الألمانية لاجتياح فرنسا عام 1940 أخذت بالحسبان وجود هذا الخط.

حيث وضع الألمان قوة شكلية في مقابل الخط لخداع الفرنسيين، بينما اندفعت قوات الألمان عبر البلدان الواطئة (هولندا وبلجيكا) وعبر غابة الأردين الواقعة شمال التحصينات الفرنسية الرئيسية.

وبذلك نجح الألمان في الولوج إلى فرنسا دون الاصطدام بشكل مباشر بخط ماجينو.
ومن هناك قاموا بمهاجمة الخط والسيطرة على فرنسا.

بدأ الهجوم الألماني في 10 مايو، وفي 14 يونيو 1940 كانت العاصمة الفرنسية باريس قد سقطت في أيدي النازيين.

واستمرت المعارك حول الخط حتى تم توقيع الاستسلام من قبل الفرنسيين وأمر الجيش الفرنسي بمغادرة تحصيناته.


المواضيع الأكثر قراءة