الدفشرمة: ضريبة الدم التي ساهمت في بناء الإمبراطورية العثمانية وصنعت جيشا عثمانيا قويا



الدفشرمة: ضريبة الدم التي صنعت جيشًا عثمانيًا

تعريف الدفشرمة:

كانت الدفشرمة (بالتركية العثمانية: دوشيرمه، بالتركية: devşirme) نظامًا استخدمه العثمانيون لتجنيد الشباب المسيحي من البلقان، خاصةً من بين عائلات الروم الأرثوذكس. ويعني مصطلح "الدفشرمة" "الجمع" أو "المصادرة" أو "ضريبة الدم".

أصل التسمية:

كلمة "دفشرمة" مشتقة من الكلمة التركية "دفشيرمك" والتي تعني "جمع" أو "مصادرة".

نشأة الدفشرمة:

يعود نظام الدفشرمة إلى القرن الرابع عشر، حيث تم تأسيسه من قبل السلطان العثماني مراد الأول.

أهداف الدفشرمة:

  • تكوين جيش قوي: كان الهدف الرئيسي من نظام الدفشرمة هو تكوين جيش قوي مُخلص للسلطان العثماني.
  • نشر الإسلام: سعى العثمانيون من خلال الدفشرمة إلى نشر الإسلام بين المجندين الجدد.
  • تعزيز سيطرة الدولة: ساعد نظام الدفشرمة في تعزيز سيطرة الدولة العثمانية على شعوب البلقان.

كيفية عمل الدفشرمة:

  • جمع الأطفال: كان يتم جمع الأطفال الذكور المسيحيين في سن مبكرة، تتراوح أعمارهم بين 8 و 14 عامًا.
  • التحويل للإسلام: كان يتم تحويل المجندين الجدد للإسلام.
  • التدريب العسكري: كان يتم تدريب المجندين على مختلف فنون القتال واستخدام الأسلحة.
  • الخدمة في الجيش: كان يتم تعيين المجندين في مختلف وحدات الجيش العثماني، بما في ذلك الإنكشاريين والفرسان.

مزايا الدفشرمة:

  • تقوية الجيش: وفرت الدفشرمة للإمبراطورية العثمانية جيشًا قويًا ومخلصًا، ساهم بشكل كبير في توسعاتها وفتوحاتها.
  • توفير المال: لم تكلف الدفشرمة الإمبراطورية العثمانية أي أموال، حيث تم تجنيد الشباب مجانًا.
  • نشر الإسلام: ساعدت الدفشرمة على نشر الإسلام في البلقان، حيث اعتنق العديد من المجندين الإسلام بعد دمجهم في المجتمع العثماني.

عيوب الدفشرمة:

  • معاناة المجندين: عانى المجندون في نظام الدفشرمة من ظروف قاسية، حيث تم فصل عن عائلاتهم وتعرضوا لعملية تحويل ديني قسري.
  • استياء السكان المحليين: أدت الدفشرمة إلى استياء السكان المحليين في البلقان، حيث اعتبروها نظامًا ظالمًا وقمعيًا.
  • التأثير على العلاقات الدبلوماسية: أثار نظام الدفشرمة انتقادات من الدول الأوروبية، مما أدى إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين الإمبراطورية العثمانية وأوروبا.

نهاية الدفشرمة:

تم إلغاء نظام الدفشرمة رسميًا في عام 1826، وذلك لأسباب مختلفة، منها:
  • التغيرات السياسية: تغيرت طبيعة الحروب في القرن التاسع عشر، مما جعل الحاجة إلى الإنكشارية أقل ضرورة.
  • الضغوط الدولية: مارست الدول الأوروبية ضغوطًا على الإمبراطورية العثمانية لوقف نظام الدفشرمة، معتبرين أنها انتهاك لحقوق الإنسان.
  • الإصلاحات الداخلية: قامت الإمبراطورية العثمانية بإصلاحات جيشها، مما قلل من اعتماده على نظام الدفشرمة.

تأثير الدفشرمة:

على الرغم من إلغائها، تركت الدفشرمة بصمة دائمة على تاريخ الإمبراطورية العثمانية. فقد ساهمت بشكل كبير في بناء جيش قوي ساهم في توسعات الإمبراطورية، كما أنها أدت إلى انتشار الإسلام في البلقان.

ملاحظة:

لا تزال الدفشرمة موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث يرى البعض أنها كانت نظامًا قمعيًا وظالمًا، بينما يرى البعض الآخر أنها كانت ضرورية لبقاء الإمبراطورية العثمانية.


المواضيع الأكثر قراءة