حرب الرمال والحدود بين الجزائر والمغرب في 1963.. رفض المغرب وضع حد لدعم المغرب للمقاومة الجزائرية جبهة التحرير الوطني الجزائرية مقابل استرجاع أراضيه



بعد احتلال المغرب في 1912، قررت الإدارة الفرنسية تثبيت الحدود بين البلدين، لكن هذه اتبعت تحديدا سيئا (خط فارنييه 1912 وخط ترنكي 1938) يختلف من خارطة لأخرى. بما أنه في نظر الإدارة الفرنسية ليس ذلك بحدود فعلية والمنطقة أصلا غير مأهولة أي لا تمثل أي أهمية ما، ان اكتشاف حقول معتبرة منالبترول ومناجم الحديد والمنغنيز في المنطقة جعل فرنسا تقرر تدقيق رسم الحدود في 1952 وإدخال كل منتندوف وكولومب بشار ضمن المقاطعات الفرنسية للجزائر.

باستقلال المغرب في 1956 بدأت مطالبات استرجاع السيادة على هذه المناطق، بالإضافة للأراضي التي كانت تابعة للمغرب التاريخي، وكي تضع فرنسا حدا لدعم المغرب للمقاومة الجزائرية جبهة التحرير الوطني الجزائرية، عرضت فرنسا على المغرب استعادت بسط سيطرته على المناطق التي يطالب بها شريطة أن تؤسس (المنظمة المشتركة للمناطق الصحراوية) المكلفة باستغلال الموارد المنجمية المكتشفة حديثا في الصحراء، بالإضافة لمنع الثوار من استعمال الأراضي المغربية كقاعدة خلفية، اعتبر ملك المغرب محمد الخامس هذه الاقتراحات" كطعنة خنجر في ظهر الإخوة الجزائريين فرفض العرض الفرنسي القاضي بارجاع تلك المناطق إلى المغرب" وتوصل بصفة منفصلة في 6 جويلية 1961 لاتفاق مع رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة فرحات عباس، بالتفاوض مجددا حول كولومب بشار وتندوف بعد الاستقلال.

لكن بعد استقلال الجزائر وعزل فرحات عباس وتولي أحمد بن بلة المدعوم من طرف جيش التحرير الوطني الحكم، كان من بين أهداف حرب التحرير منع فرنسا من تقسيم الجزائر والحفاظ على الوحدة الوطنية وخصوصا منعها من فصل مناطق الصحراء عن باقي الجزائر.

رفض بن بلة وجيش التحرير الوطني الجزائري فكرة كل تفاوض حول التنازل عن أي أرض "حررت بدماء الشهداء" للمغرب، وبعد الاستقلال رفضوا الاعتراف بأي مطالب للمغرب حول الحقوق التاريخية والسياسية للمغرب. فهم يرون في المطالب المغربية تدخل وضغوط في وقت خرجت الجزائر مرهقة من سبع سنوات حرب.

كانت الحكومة الجزائرية آنذاك تعالج بعض المشاكل الداخلية، خصوصا الانتفاضة المعادية لجبهة التحرير الوطنية التي قادها حسين آيت أحمد، والتي تطورت في القبائل. المطالب الاشتراكية لجبهة التحرير الجزائرية لاقت تأييدا في المغرب، وطالب المهدي بن بركة الملك بإصلاحات، ووجه ثورة عمالية ومناهضة للإمبريالية، هذا الأخير اضطر لمغادرة المغرب من جراء "محاولة انقلاب جويلية" ضد الملك نسب المسؤولية لفرقة من حزب المهدي بن بركة.


المواضيع الأكثر قراءة