أسباب الثورة الروسية.. الهزائم أمام اليابان وعجز الحكومة الروسية في تنظيم وتوجيه كل قواتها. انخفاض المحاصيل الزراعية



أسباب الثورة الروسية (1905-1907) 
في عام 1904- 1905، دخلت روسيا الحرب ضد اليابان بهدف الاستيلاء على أراضي جديدة في الشرق الأقصى وتدعيم سلطتها في البلاد، وايقاف الحركة الثورية المتصاعدة في روسيا.
ولكنها أصيبت بخيبة أمل كبيرة على إثر الهزائم التي منيت بها في الحرب أمام اليابان.
فقد أظهرت هذه الحرب عجز الحكومة الروسية في تنظيم وتوجيه كل قواتها أمام اليابان، حيث كانت تهددها الحركة الثورية وفشلها في إسكات معارضيها في الداخل.
وقد حمّل الشعب الروسي النظام القيصري مسؤولية خسارة روسيا قي هذه الحرب، وما ترتب على ذلك من خسائر بشرية ومادية في ظل هذا الحكم، حيث كان الموظفون مرتشون والقادة العسكريون عاجزون عن عمل أي شيء.
وبدأ التذمر يستفحل بين صفوف الشعب الروسي نتيجة الهزائم التي الحقها اليابانيون بالروس من جهة، ونتيجة استبداد الحكم القيصري من جهة أخرى.
علاوة على ذلك المشاكل الاقتصادية التي تمثلت بانخفاض المحاصيل الزراعية في ذلك العام، حيث قام الفلاحون الذين اتعبهم العمل الزراعي الشاق الطويل بأجور قليلة جداً لا تضاهي الاعمال التي يكلفون بها في الحقول الزراعية بإحراق بيوت النبلاء، وأصحاب الأرض، فكانت المشكلة الزراعية من اهم الاسباب التي ساعدت على تأجيج الروح الثورية الروسية.
فعمت البلاد موجة من المظاهرات والاضرابات، وبدأ تحرك العمال الذين معظمهم حرموا من العمل.
وكانت الغالبية العظمى منهم تعيش على شفا من الجوع في الأقبية والأكشاك الخشبية والثكنات وكان يوم عملهم يستمر نحو (14) ساعة، وتبعهم الفلاحون، ثم الاحزاب والمنظمات الشعبية المعارضة ومن هذه الاحزاب: حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي وهو من اهمها، وحزب الحرس الاحمر الذي ضم عمال المصانع المسلحين, وحزب المناشفة الأممين وهو مؤلف من عمال بتروجراد بقيادة تروتسكي. 
وفي الثالث من كانون الثاني 1905 أضرب عمال مصنع بوتيلوف Potelov في مدينة بتروجراد الروسية احتجاجا على طرد بعض العمال.
وعم الاضطراب فيها ابتداء من الثامن من كانون الثاني، حيث امتد الإضراب إلى بطرسبورغ.
وبلغ عدد المضربين (150) الف عامل وتوقفت اكثر المؤسسات الكبرى والصحف عن الصدور.
وتحول هذا الاضراب إلى حادث ذي أهمية سياسية كبيرة.


المواضيع الأكثر قراءة