المدرسة الأمريكية والنقد الجديد في الأدب المقارن: معارضة قوية لدراسات التأثير

النقد الجديد: معارضته لدراسات التأثير في الأدب المقارن

مقدمة:

يُعدّ النقد الجديد (New Criticism) اتجاهاً نقدياً نشأ في الولايات المتحدة الأمريكية في العشرينيات من القرن العشرين، وعارض بشدة دراسات التأثير في الأدب المقارن.

رينيه ويليك:

برز رينيه ويليك (René Wellek) كأحد أهمّ رواد النقد الجديد، ووجه نقداً حادّاً لدراسات التأثير في محاضرة تاريخية ألقاها عام 1958 في المؤتمر الثاني للرابطة الدولية للأدب المقارن.

نقد ويليك لدراسات التأثير:

ركّز ويليك على النواقص التالية في دراسات التأثير:
  • اعتمادها على فلسفات القرن التاسع عشر: رأى ويليك أنّ دراسات التأثير مثقلة بأفكار فلسفات القرن التاسع عشر، مثل النزعة التاريخية والوضعية.
  • تعاملها الخارجي مع النصوص الأدبية: انتقد ويليك تعامل دراسات التأثير مع النصوص الأدبية بشكل سطحي، دون الاهتمام بجوهرها الفنيّ والجماليّ.
  • تجاهلها للأبعاد الداخلية للنصوص: اعتبر ويليك أنّ دراسات التأثير لا تُعنى بالبنية الداخلية للنصوص الأدبية، ولا تُحلّل رموزها ومعانيها العميقة.
  • تحويلها الأعمال الأدبية إلى "مسك دفاتر ثقافية": رأى ويليك أنّ دراسات التأثير تُحوّل الأعمال الأدبية إلى مجرد قوائم تؤرّخ لتأثيراتها وتأثّراتها، دون الاهتمام بقيمتها الفنيةّ.

مفهوم ويليك للعمل الأدبي:

  • بنية ذات طبقات من الرموز والمعاني: اعتبر ويليك أنّ العمل الأدبي هو بنية معقدة تتكوّن من طبقات من الرموز والمعاني.
  • استقلالية عن ذهن الكاتب: أكّد ويليك أنّ العمل الأدبي مستقلّ عن ذهن الكاتب ومؤثّراته الخارجية.
  • جوهر العمل الأدبي هو أدبيته وجماليته: رأى ويليك أنّ جوهر العمل الأدبي يكمن في أدبيته وجماليته.

خاتمة:

شكّل نقد رينيه ويليك لدراسات التأثير نقطة تحوّل مهمّة في النقد المقارن. فقد ساهم في تغيير التركيز من البحث عن التأثيرات إلى تحليل البنية الداخلية للنصوص الأدبية وفهم قيمتها الفنيةّ.