شرح وتحليل: ترى بَعَرَ الأَرْآمِ في عَرَصاتِها + وقيعانها كأنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ

ترى بَعَرَ الأَرْآمِ في عَرَصاتِها + وقيعانها كأنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ


شرح الكلمات:

الأرآم: الظباء البيض الخالصة البياض، واحدها رئم، بالكسر، وهي تسكن الرمل.
عرصات في "المصباح": عرصة الدار ساحتها، وهي البقعة الواسعة التي ليس فيها بناء والجمع عراص مثل كلب وكلاب، وعرصات مثل سجدة وسجدات وعن الثعالبي كل بقعة ليس فيها بناء فهي عرصة، وفي "التهذيب": وسميت ساحة الدار عرصة؛ لأن الصبيان يعرصون فيها أي: يلعبون ويمرحون.
قيعان جمع قاع وهو المستوي من الأرض، وقيعة مثل القاع، وبعضهم يقول: هو جمع، وقاعة الدار ساحتها.
الفلفل قال في القاموس: كهدهد وزبرج، حب هندي، ونسب الصاغاني، الكسر للعامة، وفي المصباح: الفلفل بضم الفاءين من الأبزار، قالوا: لا يجوز فيه الكسر.

معاني البيت:

يقول: انظر بعينيك تر هذه الديار التي كانت مأهولة مأنوسة بهم خصبة الأرض، كيف غادرها أهلها وأقفرت من بعدهم أرضها وسكنت رملها الظباء، ونثرت في ساحاتها بعرها حتى تراه كأنه حب الفلفل في مستوى رحباتها. "هذا الشرح ليس للزَّوزَني".
فالشاعر يصف في هذا البيت حال الديار التي كانت مأهولة بالبشر، ولكنها أصبحت مهجورة، حيث سكنتها الظباء، وتراكمت برازها في عرصاتها وقيعانها، حتى بدا كأن برازها حب الفلفل.

التحليل:

يُعد هذا البيت من أشهر الأبيات في الشعر العربي، حيث يتميز بجمال الصورة الشعرية وقوة التعبير. وقد استخدم الشاعر في هذا البيت عدة أدوات فنية لخلق الصورة الشعرية، منها:
  • استخدام التشبيه: شبه براز الأرانب بحبات الفلفل، مما يوحي بكثرة برازها ودقته.
  • استخدام الإيجاز: اكتفى الشاعر بذكر براز الأرانب دون ذكر أي تفاصيل أخرى، مما يترك المجال للخيال للتكميل.
  • استخدام الاستعارة: استعار الشاعر حب الفلفل للتعبير عن براز الأرانب، مما يوحي بصغر حجمه وشكله.

الأثر:

ترك هذا البيت أثرًا كبيرًا في الأدب العربي، حيث تم استخدامه في العديد من القصائد والأعمال الأدبية. كما أنه يُعد من الصور الشعرية التي يتم تدريسها في المدارس والجامعات.

التعليق:

يُعد هذا البيت من الأمثلة الرائعة على قدرة الشعر العربي على التعبير عن المشاعر والأفكار بأسلوب فني وجمالي. حيث يتمكن الشاعر من استخدام اللغة العربية ببلاغتها وفصاحتها للتعبير عن حزنه على الديار المهجورة، وتصوير حالها التي تشبه حاله بعد فراق محبوبته.