السيرة الذاتية في الإطار الفلسطينيي.. الاسرائيليون يتعلمون أكثر التحدث عن الذات وأمام الجمهور العام وكنتيجة لهذا فهم أكثر ثقة



إن إحدى الأشياء التي تميز بشكل جوهري ما يسمي بالمجتمعات الغربية عن المجتمعات الأخرى هي مدى الأهمية التي يعطيها للفرد أو للجماعة ككل.

إن المجتمعات التقليدية (الزراعية والقبلية) هي مجتمعات مبنية علي المجموعة حيث يختفي الفرد كشخص بذاته تقريبا.

هذا ما هو عليه الحال في جزء كبير من أفريقيا وأسيا (اليابان، الصين، حيث المصلحة العامة تأتي في المقام الأول، بالطبع هدا اخذ في التحول).

أما المجتمعات الغربية التي تطورت أكثر نحو الرأسمالية و التحرر فإنها تركز علي دور الفرد الواحد وأحيانا حتى بقسوة.

أما المجتمعات العربية فهي تقليدية عشائرية تنتمي إلى النمط الأول بشكل واضح حيث العشيرة أو المجموعة تقرر وتدير حياة الفرد.

حتى في الزواج أو في مواقف شبيه بذلك من الصعب على الفرد  يقرر مصيره واختياراته الشخصية.
يترتب على هذا فقدان كلي تقريبا "لعادة" التحدث عن ألذات كفرد أو حتى التفكير بذلك.

فعندما يتم الحديث عن الذات يجري الحديث عن الهوية الوطنية أو عن العائلة و قصصها أو عن القضية الفلسطينية.

و في هذه الحالة من الصعب أن نسمع كلمة أنا. نسمع كلمة "نحن" أو بالتعميم "الناس هنا...".

علي أي حال الأفراد هنا يتحدثون القليل عن أنفسهم وعلى الأخص أمام الآخرين وكأن هناك خوف او حذر.

ربما الخوف من حكم الآخرين.
ربما فكرة أننا كأفراد لسنا مهمين بالمقارنة مع أهمية المجتمع و القضية الفلسطينية.

وكما لفت انتباهي احد الفلسطينيين حول الفرق بين الفلسطينيين والاسرائيلين: الاسرائيليون يتعلمون أكثر التحدث عن الذات وأمام الجمهور العام وكنتيجة لهذا فهم أكثر ثقة.

أما الفلسطيني فدائما يحمل بداخله خجل من نوع ما وعلى الأخص إذا كانت امرأة.

إن تعليم الشباب على النظر بشكل أساسي إلي عالمهم الداخلي كأفراد عدا عن كونهم فلسطينيين، أي النظر أولا إلى الهوية الفردية عدا عن الهوية الجماعية أو الاجتماعية، سيشكل حافزا مهما بالنسبة لهم لكي يهتدوا إلى نموذجهم الإنساني الأصلي وتقرير مصير حياتهم والتعبير عن أنفسهم بثقة عالية.


المواضيع الأكثر قراءة