الضرورة الشعرية في الشعر الحر: قطع همزة الوصل وحذف همزة القطع..



ليست هذه الضرورة بغريبة عن الشعر العربي، بل هي معروفة مألوفة ، قال قيس بن الخطيم:
إذا جازو الإثنين سر فإنه -- بنث وإفشاء الحديث قمينُ

وذكروا أنها أكثر ماتكون في أول الشطر الثاني من البيت كقول حسان:
لتسمعن وشيكا في دياركمُ -- ألله أكبر ياغارات عثمانا

والأكثر قطع همزة الوصل، وربما كان سبب ذلك أن (وقوع همزة القطع في الكلام أكثر من وقوع همزة الوصل)[1]، وعلى أنني وجدت نحوا من ثمانية مواضع قطعت فيها همزة الوصل، لم أجد إلا موضعا واحدا حذفت فيه همزة القطع.

ومن نماذج القطع قول العباسي:
ولقد أدرك في الغابة عجبا
قابله الثعلب والذئب الإثنان معا (ص 55).

وقَوْلُ القرشي:
عاد طفلا بريئا
يخوض في النهر حراً
ويلتحف الإنكسارْ
سيفه لم يعد مصلتا مُشهرا يتحدى
صدور الصبايا الصغارْ
سيفه عاد من خشب الوردِ
في ذلة الإحتضارْ (ص 332).

وقولُ الثبيتي:
- أأشعلتَ فاصلة الإرتيابْ؟
- دمي مشرع للتحول والإنتصابْ (ص 12)[2].

وقولُ العشماوي:
أنا يا هلالْ
أنا من ضحايا الإحتلالْ (ص 10)[3].

وأما الموضع الذي حذفت فيه همزة القطع، فهو قول القرشي:
(شهرزادُ) اسرعي
في (الرياض) التقينا
وكم يستبي القلب زهر (الرياض) (ص 334).

[1] الضرائر 137.
[2] انظر التضاريس ص: 17، 34.
[3] انظر أيضا ص: 80، 97.


المواضيع الأكثر قراءة