الضرورة الشعرية في الشعر الحر: تشديد المخفف



هي ضرورة واردة عن العرب[1]، ومما جاء منها في الشعر الحر قول العباسي:
والكوفة تضرب صدرا،
والنجف الأشرف يضمر شرا،
وأبو نوَّاس يشرب خمرا (ص 20).

ويقول:
يا ابن بطوطة ها نحن وقد حثـَّثْنَا
السير
فبرق فوق رؤوس السروات
ويرسم في الصحراء طباقا (ص 52).[2]

ويقول القصيبي:
لأني لا أطيقك تحتسي
من دمِّ أبنائكْ
وتنسى سيف أعدائكْ
يقول الناس إنك لست في قلبي (ص 701).

وثم ضرورة معاكسة لهذه الضرورة وهي (تخفيف المشدد)[3]، ولم أقع لها إلا على مثال واحد ما زلت مترددا فيه، فقد أكثرالعباسي  من ذكر ابن بطوطة في ديوانه، والذي أعرفه من ضبط هذا الاسم أنه بتشديد الطاء هكذا ( بَطُّوطَه) وهذا هو ضبطه في أعلام الزركلي، فإن صح هذا الضبط فإن الشاعر يكون قد خفف شدة الطاء، لأنه عند تشديدها ينكسر البيت.

ومن الأمثلة:
ياوابل وادي الجوف ترفقْ
فابن بطُوطة عاد إلى واد أرحبْ
يحمل بين ثناياه كتابا
يحمل قلبا أينع إذ أخصبْ (ص 67).

أما إذا كان اسم الرجل مخففا أصلا كما ذكر لي بعض الزملاء فلا ضرورة حينئذ.

[1] ضرائر الشعر للقيرواني 140.
[2] رانظر رسائل إلى ابن بطوطة ص 56.
[3] السيرافي 90، والضرائر 86.


المواضيع الأكثر قراءة