مميزات الأدب الأندلسي في عصر الإمارة وخصائصه.. مشاركة الحكام في الأدب. تعدد الاتجاهات الأدبية



خصائص الأدب الأندلسي في عصر الإمارة:

- التأثر بالمشرق مع الاستجابة لحياة المجتمع الجديد:

تميز شعر عصر الإمارة بتأثره الكبير بالشعر المشرقي في أغراضه وبنائه اللغوي. وظهرت في الوقت نفسه بعض الخصائص الجديدة التي تعكس طبيعة الحياة في الأندلس، مثل:
  • وصف الطبيعة الأندلسية الخلابة.
  • التعبير عن مشاعر الحنين إلى الوطن الأم (بلاد الشام).
  • التغني بالفتوحات الإسلامية في الأندلس.

- ظهور أول جيل من الشعراء الأندلسيين:

برز في هذا العصر عدد من الشعراء الموهوبين الذين أسسوا لنهضة أدبية في الأندلس، من أهمهم:
  • أبو الأجرب جعون بن الصمة: من فاتحي الأندلس، تميز شعره بالبساطة والقوة.
  • أبو الخطار حسام بن ضرار: شاعر مُخضرم عاش في العصر الأموي وعصر الإمارة، تميز شعره بالجزالة والرقة.
  • يزيد بن محمد المخزومي: شاعر غزير الإنتاج، تميز شعره بالتنوع والابتكار.

- مشاركة الحكام في الأدب:

شجع بعض حكام الأندلس الأدب والشعراء، وشاركوا هم أنفسهم في نظم الشعر، من أهمهم:
  • عبد الرحمن الداخل: مؤسس الدولة الأموية في الأندلس، كان شاعرًا مُجيدًا.
  • الحكم بن هشام: تميز عصره بالازدهار الثقافي والأدبي، وكان شاعرًا مُحبًا للأدب.

- تعدد الاتجاهات الأدبية:

ظهرت في عصر الإمارة اتجاهات أدبية متنوعة، منها:
  • الاتجاه التقليدي: تميز بالالتزام بأصول الشعر العربي القديم.
  • الاتجاه التجديدي: سعى إلى تجديد الشعر من خلال الابتكار في الأسلوب والموضوعات.

- تناول الشعر كل الأغراض المعروفة:

تناول شعراء عصر الإمارة جميع أغراض الشعر العربي المعروفة، من أهمها:
  • الغزل: التعبير عن مشاعر الحب والعاطفة.
  • المدح: مدح الحكام والشخصيات البارزة.
  • الرثاء: رثاء الموتى والتعبير عن الحزن عليهم.
  • الوصف: وصف الطبيعة والأحداث والمواقف.

سمات الأدب الأندلسي وخصائصه:

تميز الأدب الأندلسي بمجموعة من السمات والخصائص التي تميزه عن الأدب العربي في المشرق، من أهمها:
  • التأثر بالثقافة العربية والمشرقية.
  • التأثر بالثقافة الأندلسية المحلية.
  • الابتكار والتجديد في الأسلوب والموضوعات.
  • الاهتمام بالموسيقى والغناء.
  • التركيز على وصف الطبيعة الأندلسية الخلابة.
  • التعبير عن مشاعر الحنين إلى الوطن الأم (بلاد الشام).

مراحل الأدب الأندلسي:

مر الأدب الأندلسي في ثمانية مراحل رئيسية:
  • عصر الولاة (92 ـ 138 هـ).
  • عصر الإمارة (138 ـ 206 هـ).
  • فترة الصراع على الإمارة (206ـ300هـ).
  • عصر الخلفاء (300ـ422هـ).
  • عصر ملوك الطوائف (442ـ897هـ).
  • عصر المرابطين والموحدين.
  • عصر بني الأحمر في (غرناطة) ثم النهاية في القرن التاسع الهجري.

الشعر في عصر الولاة (92 ـ 138 هـ):

  • كان شعر عصر الولاة امتدادًا للشعر العربي في العصر الأموي.
  • تميز هذا الشعر ببساطة الأفكار والصور، ومناسبة ظروف الناس.
  • من أهم شعراء هذا العصر: أبو الأجرب بن الصمة.

 خصائص الشعر في عصر الولاة:

1- بساطة الأفكار والصور:

  • تميز شعر عصر الولاة ببساطة الأفكار والصور، بعكس شعر المشرق الذي اتسم بالتعقيد والتصنع.
  • يرجع ذلك إلى بساطة حياة الناس في الأندلس في تلك الفترة.

2- مناسبة ظروف الناس:

عكس شعر عصر الولاة ظروف الناس في الأندلس، حيث تناول مواضيع مثل:
  • الحنين إلى الوطن الأم (بلاد الشام).
  • وصف الطبيعة الأندلسية.
  • مدح الحكام والقادة.
  • رثاء الموتى.

3- التأثر بالشعر العربي في المشرق:

تأثر شعر عصر الولاة بشكل كبير بالشعر العربي في المشرق، خاصة في:
  • الأغراض الشعرية.
  • الأسلوب اللغوي.
  • الصور البلاغية.

4- قلة عدد الشعراء:

لم يظهر في عصر الولاة عدد كبير من الشعراء، وذلك لقلة عدد السكان في الأندلس في تلك الفترة.

5- قلة الإنتاج الشعري:

كان الإنتاج الشعري في عصر الولاة قليلًا مقارنةً بعصور لاحقة.

أمثلة على شعر عصر الولاة:

- قول أبي الأجرب بن الصمة في الحنين إلى الوطن الأم:

ولقدْ أَرانِي من هواي بِمَنزلٍ عَالٍ ورَأْسِي ذُو غَدَائِرَ أفْرَعُ
والْعيشُ أغْيَدُ سـَاقطٌ أفنَانُهُ والماءُ أطـيبُهُ لنَا والمَرْتَعُ

- قول عبد الرحمن الداخل في مدح نفسه:

نحنُ بنو أميةَ هَمْنا المُلكُ فَإنْ نَلْهُ فذاكَ وَإلاّ فالْحَمامُ

النثر في عصر الولاة (92 ـ 138 هـ):

كان نصيب النثر في عصر الولاة أوفر من الشعر، ودواعيه أكثر. ويرجع ذلك إلى:
  • كثرة الحروب والصراعات السياسية.
  • الحاجة إلى الكتابة في شؤون الدين والسياسة.

خصائص النثر في عصر الولاة:

  • الإيجاز: تميز النثر في عصر الولاة بالإيجاز ووضوح المعنى.
  • بلاغة العبارة: اهتم الكتاب في عصر الولاة ببلاغة العبارة واستخدام الصور البلاغية.
  • تجنب المقدمات الطويلة والألقاب العديدة: اتسم النثر في عصر الولاة بالبساطة، حيث تجنب الكتاب المقدمات الطويلة والألقاب العديدة.
  • التأثر بالنثر العربي في المشرق: تأثر النثر في عصر الولاة بشكل كبير بالنثر العربي في المشرق.

أمثلة على النثر في عصر الولاة:

- عهد عبد العزيز بن موسى بن نصير لـ"تدمير" أحد حكام القوط الأسبانيين:

(بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ مِن عبدِ العزيزِ إلي "تدمير" إنّه نَزَلَ علي الصُّلحِ، وله عَهدُ اللهِ وذِمَّتُه ألاّ يُنزَعَ عن مُلكِهِ، ولا أحدٌ من النصارى عن أملاكِهِ، وأنهم لا يُقتَلونَ ولا يُسبَوْنَ أولادَهم ونساءَهم ولا يُكرَهونَ علي دِينِهم. وأنه لا يَأوِي عدوًّا لنا، ولا يَخونَ أمرًا ولا يَكتُمُ خبرًا علمه...).

- خطبة عبد الرحمن الداخل في الناس بعد دخوله الأندلس:

(أيها الناس، إنكم كنتم في جاهليةٍ وضلالةٍ، فهداكم اللهُ بدينِ الإسلامِ، ونجّاكم من النارِ، وأحلَّ لكم الطيباتِ، وحَرَّمَ عليكم الخبائثَ. فاتقوا اللهَ، واعملوا بطاعتهِ، ولا تُشركوا به شيئًا، فإنه لا إله إلا هو، واحدٌ أحدٌ، صمدٌ لم يلدْ ولم يُولدْ، ولم يكن له ك


المواضيع الأكثر قراءة