الطريق السليم لتربية الأبناء والنهي عن الاستغراق في التنعم



عَنْ أَبِى عُثْمَانَ قَالَ كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ (ض) وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ يَا عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّكَ وَلاَ مِنْ كَدِّ أَبِيكَ وَلاَ مِنْ كَدِّ أُمِّكَ فَأَشْبِعِ الْمُسْلِمِينَ فِى رِحَالِهِمْ مِمَّا تَشْبَعُ مِنْهُ فِى رَحْلِكَ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ وَزِىَّ أَهْلِ الشِّرْكِ وَلَبُوسَ الْحَرِيرِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) نَهَى عَنْ لَبُوسِ الْحَرِيرِ. قَالَ «إِلاَّ هَكَذَا». وَرَفَعَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةَ وَضَمَّهُمَا"[1]

وعَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ أَنَّهُ: لَيْسَ مِنْ كَدِّكَ وَلَا كَدِّ أَبِيكَ، قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَأَشْبِعْ يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ فِي رِحَالِهِمْ كَمَا تَشْبَعُ فِي رَحْلِكَ وَاتَّزِرُوا وَارْتَدُّوا وَأَلْقُوا الْخِفَافَ وَأَلْقُوا السَّرَاوِيلَاتِ وَأَلْقُوا الرُّكَبَ وَارْمُوا الْأَغْرَاضَ وَعَلَيْكُمْ بِالْعَرَبِيَّةِ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ وَزِيَّ أَهْلِ الشِّرْكِ وَلَبُوسَ الْحَرِيرِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ (ص): "نَهَى عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ إِلَّا هَكَذَا وَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى وَضَمَّهَا"[2]

وعَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: "ذَرُوا التَّنَعُّمَ وَزِيَّ الْعَجَمِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْحَرِيرَ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَدْ نَهَى عَنْهُ قَالَ: "لَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ إِلَّا مَا كَانَ هَكَذَا"، وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) بِإِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ".[3]

وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ (ص) لَمَّا بَعَثَ بِهِ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ؛ فَإِنَّ عِبَادَ اللهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ.[4]

وعن مُرِيحَ بْنِ مَسْرُوقٍ الْهَوْزَنِيِّ، قَالَ:آخِرُ شَيْءٍ أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ (ص) مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ أَنْ قَالَ لَهُ: لاَ تَتَنَعَّمَنَّ فَإِنَّ عِبَادَ اللَّهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ.[5]

والمقصود بالتنعم هو الاستغراق الزائد في الملاذ والطيبات، والتقلب الدائم في النعيم والترف.. ولا يخفى ما في هذه الظاهرة من إخلاد للراحة،وتقاعس عن واجب الدعوة والجهاد، وانزلاق في متاهات الميوعة والانحلال، وسبب لتفشي الأسقام والأمراض.

[1]- صحيح مسلم- المكنز - (5532).
[2]- شعب الإيمان - (8 / 200)(5692) صحيح.
[3]- حِلْيَةُ الْأَوْلِيَاءِ (3563) صحيح.
[4]- مسند أحمد (عالم الكتب) - (7 / 375) (22105) 22456- وصحيح الجامع (2668) صحيح لغيره.
[5]- مسند الشاميين 360 - (2 / 307) (1395) صحيح لغيره.
- سنن الترمذى- المكنز - (2138) حسن.
الإمعة:الذى لا رأى له ولا عزم -وطنوا:وطن نفسه إذا حملها على الشىء فتحملت وذلت له.
[6]- شعب الإيمان - (3 / 194)(1544 ) صحيح لغيره.
[7]- مصنف ابن أبي شيبة - (14 / 51) (36831) صحيح مقطوع.


المواضيع الأكثر قراءة