الاختلاف سبيل لإثبات الذات والوجود.. صناعة نمط حياة الشعوب نتيجة لطغيان المادة وظهور التقنيات الحديثة



الإنسان ابن بيئته يتفاعل معها ويتأثر بها، بعيدا عن الانتماء إليها هو يشبهها ويكتسب منها الكثير من الخصال التي قد لا تقل قدرا وشأنا من تلك التي يرثها من الأبوين،  لذلك نجد كل مجموعة تعيش في مكان واحد تتسم بخصائص تتميز بها. في الريف تغلب على أصحاب الصحراء والأماكن الجرداء الغلظة والشدة، بينما المتمركزون في السهول والأراضي الخضراء أقل غلظة وأكثر ليونة. وفي الحضر نجد الطقس يلعب دورا في  تحديد طبائع أهالي المدن، فمثلا في المناطق الحارة يكثر الانفعال والغضب، وفي البلدان الباردة يكون الناس أميل إلى الحلم والتحمل. كان ذلك في الماضي أما في أيامنا فلم تعد البيئة وطبيعتها الجغرافية تتمتع بكامل قواها، بل فقدت العديد من العضلات، بعد أن قصت مظاهر ومتطلبات الحياة العصرية وما أنجته جهود وتجارب الجاهدين والساهرين في سبيل إيجاد إجابات للحاجات التي تستجد في الساحة، بعض أجنحتها. ونتيجة لطغيان المادة وظهور التقنيات الحديثة برزت عوامل أخرى تساهم في صناعة نمط حياة الشعوب و صياغة طريقة تفكير الأفراد. ولم تتوقف الأمور عند ذلك بل أضحت المهن والتخصصات تضيف  إلى القضية بعدا آخر زاد هوة اختلاف الأشخاص اتساعا.


المواضيع الأكثر قراءة