البحر الأحمر.. بحيرة عربية استناداً إلى حقائق الجغرافيا وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي



يقع البحر الأحمر عند التقاء قارتي آسيا وافريقيا وهو الامتداد الجنوبي للانهدام الإفريقي الآسيوي الذي حدث قبل خمسين مليون سنة. ويعتبر البحر الأحمر، الذي يتمتع بموقع استراتيجي ممرا مائياً لا يمكن الاستغناء عنه للتجارة بين المحيط الهندي والخليج العربي من جهة والبحر الأحمر مع المتوسط من جهة أخرى، وقد احتفظ البحر الأحمر بأهميته الاستراتيجية حتى اكتشاف رأس الرجاء الصالح عام 1498 وإخفاق محاولات السلطان العثماني قانصوه الغوري لتدمير القواعد الهولندية في الهند الغربية (باكستان حالياً) في معركة ديو البحرية عام 1509. لكن هذا البحر ما لبث أن استعاد أهميته بعد شق قناة السويس عام 1869.
يبلغ طول البحر الأحمر من أقصى الشمال حتى باب المندب 2100كم أو 1380 ميلاً وتصل مساحته الاجمالية إلى 438 ألف كم 2أو 178 ألف ميل مربع أما أقصى عمق له فهو 9850 قدماً. وهو أشد ضحالة عند طرفيه ويعتبر البحر الأحمر المنفذ البحري الوحيد للدول التالية: الأردن عبر ميناء العقبة، السودان عبر ميناءي بور سودان وسواكن، ارتيريا عبر ميناءي عصب ومصوع . وهو منفذ بحري مهم لمصر عبر الموانئ- الغردقة، سفاجة، رأس بيناس والقصير، اليمن عبر ميناء الحديدة، السعودية عبر موانئ ينبع وجدة وإسرائيل عبر ميناء إيلات.
وليس من المبالغة القول إن البحر الأحمر بحيرة عربية استناداً إلى حقائق الجغرافيا إذ يبلغ طول الساحل المصري، بما في ذلك خليج السويس 900كم والساحل السعودي 1600كم والساحل السوداني 700كم وساحل ارتيريا 900كم وساحل جيبوتي 100كم والساحل اليمني 510كم.
وتثبت الوقائع التاريخية أن أمن البحر الأحمر كان جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي لأن هذا الممر المائي الاستراتيجي كان محط أطماع كل القوى الاستعمارية بلا استثناء كما سنرى لاحقاً وأن الأمن في هذا الممر المائي لم يكن أبداً مسألة فردية أو قطرية لأنه عندما كان التعامل مع هذه المسألة يتم من خلال هذا المنظور، كان المستعمرون مستفيدين ويحققون أطماعهم. ويضم البحر الأحمر ثلاث ممرات مائية هامة جداً هي قناة السويس، ومضائق تيران وباب المندب.


المواضيع الأكثر قراءة