شروط تنمية الثقافة المدرسية.. استنهاض المجال التربوي والتكويني للربط بين أسئلة ومكاسب الحقل الثقافي والتعليمي وبين التراكمات الكونية



إذا كان التجديد التربوي مرهونا بهذا النوع من التنمية، فإن تحقيقها متوقف على الشروط الآتية:

1- الربط بين الاختيارات التربوية ومسوغاتها الثقافية والاجتماعية والحضارية حتى تكون هذه الاختيارات معبرة بالفعل عن الحاجة المجتمعية وناطقة بمختلف الهموم والتحديات والمنتظرات التي يتبناها المجتمع وتعبر عنها نخبه الفكرية.

2- إقامة الجسور بين المعارف والتخصصات المقررة في مختلف الأسلاك التربوية وإنجاز المعابر بين المستويات التعليمية، وذلك توخيا لمشهد بيداغوجي يحقق التراكم في خضم الثقافة المدرسية ويجعل لواحقها مشيدة على محصلات سوابقها، ويحرر الممارسة التعليمية من الجمود والميكانيكية ويؤهلها لترصيد مكتسباتها وتجويد أسسها واختياراتها واستثمار مرجعياتها وثوابتها لتكون حافزا على الإبداع والحرية وعلامة على الفعل البيداغوجي المبادر والخلاق.

3- ترسيخ وتشغيل مفاهيم: التعلم ـ اليقظة ـ المشاركة، لتكون بدائل واعدة للموروث التربوي الضيق والمبتذل، ولتصبح قاعدة لبناء الإنسان / المتعلم القادر على التعاطي إيجابيا مع سائر الوضعيات، والتغلب على كافة المشكلات والتفاعل الجيد مع المستجدات الثقافية والحضارية.

4- استنهاض المجال التربوي والتكويني من أجل الربط بين أسئلة ومكاسب حقلنا الثقافي والتعليمي وبين التراكمات الكونية المتحققة في هذا الإطار، إذ لا سبيل إلى الجواب عن هذه الأسئلة وتوسيع تلك المكاسب إلا بالانفتاح على المنتوج التربوي والعلمي في بعده الكوني.

ولا مجال إلى موقع قوي في مضمار العولمة وتحدياتها الصعبة إلا بالأدوات المنهجية والصياغات المعرفية القمينة بإعلاء منتوجنا الثقافي والبيداغوجي و تسويقه وإشاعته على أوسع نطاق.


المواضيع الأكثر قراءة