عمل التلميذ خارج القسم.. التمييز بين ما يتطلب منها نشاطا ميدانيا وبين ما يحتاج إلى التجربة العملية والممارسة التطبيقية



إذا تبين المربي طبيعة عمل التلميذ خارج القسم، واستوعب الأهداف المــراد تحقيقها من خلاله وتصور الصعوبـات الممكـن قيامهـا في سبيـل إنجازه والمحاذير التي قد تترتب عن تلك الصعوبات أمكنه تنظيم ما يكلف به تلاميذه خارج القسم بمزيد من الوعي والإحكام وأمكنه استثماره بأكثر نجاعـة بما يعينهم على حسن الاستفــادة من جهودهم بعيدا عن المحاذير وعن النتائج السلبية.

إذ يمكنه وقتذاك فقط أن يميز بين أنواع من الأعمال التي يكون الأصل فيها النشاط الفردي ولا تمــارس جماعيا إلا بصورة تلقائيــة، وبين أنواع أخرى منها تقوم على المشاركة الجماعية وعلى نشاط المجموعات والتعاون بين أفراد المجموعة والتكامل بين أعضاء الفريق، ولا تكون الممارسة الفردية فيها إلا تلقائية ونادرة.

 فإذا وفق المربي إلى هذا التمييز بين أنواع الأعمال المختلفة باختلاف طبيعتها، وباختلاف المواد الدراسية التي ترتبط بها.

وإذا اهتدى إلى التمييز بين ما يتطلب منها نشاطا ميدانيا وبين ما يحتاج إلى التجربة العملية والممارسة التطبيقية، وبين النظري الذي يسعى إلى تحصيل مادة معرفية نظرية أو إخبارية فإنه سيهتدي دون شك إلى إحكام تنظيم كل منها بالطريقة التي تناسبه وتستجيب للأهداف المـــرادة منه، وسوف يوفق بالتأكيد إلى حسن استثمارها.