شرح وتحليل: أنا الرّجُلُ الضّرْبُ الذي تَعرِفُونَهُ + خَشَاشٌ كرَأسِ الْحيّةِ الْمُتَوَقّدِ



أنا الرّجُلُ الضّرْبُ الذي تَعرِفُونَهُ + خَشَاشٌ كرَأسِ الْحيّةِ الْمُتَوَقّدِ

  • الخشاش: الرجل الذكي اللطيف الرأس
  • الضرب: الرجل الخفيف اللحم.

المعنى:

يقول: أنا الضرب الذي عرفتموه، والعرب تتمدح بخفة اللحم؛ لأن كثرته داعية إلى الكسل والثقل، وهما يمنعان من الإسراع في دفع الملمات وكشف المهمات ثم قال: أنا دَخّال في الأمور بخفة وسرعة، شبه تيقظه وذكاء ذهنه بسرعة حركة رأس الحية وشدة توقّده.

قال طرفة بن العبد في الكناية بصغر الرأس عن الذكاء:
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه + خشاش كرأس الحية المتوقد
  • الضرب: الخفيف اللحم.
  • الخشاش: الصغير الرأس.
  • المتوقد: الذي هو سريع الحركة.
فَهُم يكنون بصغر الرأس عن الذكاء كما يكنون بعظمها وضخامتها عن الغباء والبلادة.

الشرح:

يبدأ الشاعر بالتعريف عن نفسه بأنه "الرجل الضرب"، أي الرجل الشجاع الجريء، الذي يضرب بسيفه في المعركة دون تردد. ثم يصف نفسه بأنه "خشاش"، أي الرجل الذي يتصف بالذكاء والمضاء، الذي يفكر بسرعة ويتصرف بحزم. ويشبه رأسه في الذكاء والحزم برأس الحية المتوقد، أي الحية التي تستعد للهجم.

التحليل:

يستخدم الشاعر في هذا البيت عدة صور بيانية، منها:
  • تشبيه الرجل الشجاع بالرجل الضرب: تشبيه يوضح صفة الشجاعة في الرجل.
  • تشبيه الرجل الذكي والمضاء بالرجل الخشاش: تشبيه يوضح صفة الذكاء والمضاء في الرجل.
  • استعارة مكنية لرأس الحية المتوقد: استعارة مكنية تشبه رأس الحية المتوقد بالرجل الذكي والمضاء.
وتسهم هذه الصور البيانية في توضيح المعنى وإضافة جماليات إلى النص.

الحكم:

يعبر البيت عن حكم اجتماعية مفادها أن الشجاعة والذكاء من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الرجل.

التعليق:

يُعد هذا البيت من أشهر أبيات الشعر العربي، واشتهر ببلاغته وقوة تعبيره. وقد ورد هذا البيت في معلقة طرفة بن العبد، وهي من المعلقات السبع، وهي أشهر قصائد الشعر العربي القديم.