تربية الأولاد والتحذير من التشبه والتقليد الأعمى



عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ (ص) قَالَ « خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ، وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ». وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا حَجَّ أَوِ اعْتَمَرَ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ،فَمَا فَضَلَ أَخَذَهُ[1].

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) «جُزُّوا الشَّوَارِبَ وَأَرْخُوا اللِّحَى خَالِفُوا الْمَجُوسَ».[2]

وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا لاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلاَ بِالنَّصَارَى فَإِنَّ تَسْلِيمَ الْيَهُودِ الإِشَارَةُ بِالأَصَابِعِ وَتَسْلِيمَ النَّصَارَى الإِشَارَةُ بِالأَكُفِّ»[3].

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»[4].

وعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) «لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وَإِنْ أَسَاءُوا فَلاَ تَظْلِمُوا».[5]

وعليك - أيها القارئ - أن تميز بين أمرين فيما نأخذ من عند غيرنا وفيما ندع:

- الأول - الجواز:
وذلك استمداد العلم المفيد، والحضارة النافعة كعلم الطب، والهندسة، والفيزياء، والكيمياء، ووسائل الحرب، وحقائق المادة، وأسرار الذرة.. وغيرها من الحضارات والعلوم النافعة لكونها تدخل في مفهوم قوله عليه الصلاة والسلام فيما روي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ (ص) قَالَ: "طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ،وَاللهُ يُحِبُّ إِغَاثَةَ اللهْفَانِ"[6]

وعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: كَانَ يُقَالَ: الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ يَأْخُذُهَا إذَا وَجَدَهَا.[7]

وفي عموم قوله تبارك وتعالى:{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} (60) سورة الأنفال.

- الثاني - التحريم:
وذلك في تقليد السلوك، والأخلاق، والعادات، والتقاليد، وجميع المظاهر الأجنبية عنا، والأوضاع المنافية لخصائص أمتنا، ومقومات أخلاقنا.. لكونها تؤدي إلى فقدان الذات، وذوبان الشخصية، وهزيمة الروح والإرادة، ونكسة الفضيلة والأخلاق.

[1]- صحيح البخارى- المكنز - (5892 ) وصحيح مسلم- المكنز - (625).
[2]- صحيح مسلم- المكنز - (626).
[3]- سنن الترمذى- المكنز - (2911) حسن.
[4]- سنن أبي داود - المكنز - (4033) صحيح.
[5]- سنن الترمذى- المكنز - (2138) حسن.
الإمعة: الذي لا رأي له ولا عزم - وطنوا: وطن نفسه إذا حملها على الشىء فتحملت وذلت له.
[6]- شعب الإيمان - (3 / 194) (1544) صحيح لغيره.
[7]- مصنف ابن أبي شيبة - (14 / 51) (36831) صحيح مقطوع.