الوزير والخبرة في السعادة الزوجية.. المرأة الجميلة هي التي تدخل اليوم وأردافها غدا



لم أخالط الموريتانيين إلا خلال السنوات الـ15 الأخيرة، وأحسست بأنني كنت محروما من التعرف إلى شعب رائع في خلقه وأدبه وثقافته.. وربما كان سر إعجابي بموريتانيا وأهلها كونهم "زيّنا" نحن أهل السودان يعانون مسألة الهوية ومتاعب المؤاخاة بين الزنوجة والعروبة.. ومثلنا لديهم أشياء تميزهم عن بقية الشعوب الإفريقية والعربية.. وموسيقاهم تشبه موسيقانا ونساؤهم يرتدين نفس الثوب النسائي المسروق من فكرة الساري الهندي، مع إضافة عنصر الاحتشام إليه.. ويعجبني في موريتانيا ان النساء عندهن كلمة في كثير من الأمور المنزلية وصولا الى السماح للزوج او منعه من الزواج بأخرى.. ومن أجمل ما عند الموريتانيين أنهم يحبون المرأة ممتلئة.. هذا "دليل عروبة" فمنذ فجر التاريخ والعرب يزنون جمال المرأة بالكيلو، ولهذا كانوا يقولون إن الجميلة هي التي "تدخل اليوم وأردافها غدا".
ومثل السودان فإن عسكر موريتانيا تنتابهم هوجات، ويفوزون في لعبة الحكم بضربات جزاء مشكوك في صحتها، ثم يصبحون ديمقراطيين بدرجة أو بأخرى ويسمحون للناس بالصراخ، ثم يغضبون ويرغمون الناس على الصراخ.. بس اللي سواها وزير الداخلية الموريتاني الحالي ما صارت ولا استوت حتى في ظل قراقوش:غير مسموح لكل من يعمل في سلك الشرطة بالزواج إلا بإذن من وزير الداخلية.. هذا الكلام لم يأت في تعميم أو منشور داخلي تم توزيعه على العاملين في الشرطة "كتّامي"، بل صدر به "قانون".. ولا يقتصر الأمر على أن سعادة الوزير هو الوكيل والوصي على كل شرطي يتزوج، بل إن العريس الشرطي مطالب بتحديد اسم العروس الثلاثي ومهنتها.. ولو حسبت أنك افتكيت (كما يقول الخليجيون عن الفكاك) من الوزير بالحصول على موافقته الشريفة على زواجك فأنت واهم: لو غيرت زوجتك وظيفتها.. يجب أن تبلغ الوزير بذلك.
يبدو أن الأمن مستتب تماما في موريتانيا وبالتالي يملك صاحب السعادة من الوقت ما يسمح له بالتدخل في أمور السعادة الزوجية، ولكنني لا أفهم ماذا يهم الحكومة لو تزوج شخص ما بفطومة أو بومة؟ وبعدين كيف يكون طلب الإذن بالزواج؟ إلى صاحب المعالي، أدام الله عزه على مر الليالي، والذي أرجو منه أن يمنحني رضاه كي أتزوج باللي شاغلة بالي، لأحقق آمالي وأعيش في حضن حبيبتي المسماة سالي، بنت عمة زوجة خالي، خلال العام الحالي أو التالي، علما بأنها لا تعمل في أي مجال، ودعواتك يا شيخنا لنا ببيت مال وعيال.
وموريتانيا بلد كبير من حيث المساحة، ولو كنت شرطيا يعمل في موقع يبعد ألف كيلومتر عن العاصمة نواكشوط "أنسى" موضوع الزواج وركز على "الآخرة" والصوم، لأنه على بال ما جماعة البريد ينقلون طلبك إلى الوزارة.. وفيها يصل وفيها لا!! وقد يصل طلبك بعد كذا شهر، ويظل الطلب ملطوعا في "الطابور" في انتظار "الدور" لأن زملاءك في شرطة العاصمة والمدن القريبة منها قدموا طلباتهم قبلك.. والخازوق أن اختيارك يطلع غير موفق، ويتم رفض طلبك وحثك على البحث عن عروس بديلة.. لو تريد نصيحتي وكنت تعمل في جنوب موريتانيا عليك بعروس من السنغال.. على مسؤوليتي نساء السنغال جميلات، ومعظمهن من ذوات الوزن الثقيل المطلوب بشدة في موريتانيا، وأكمل مراسيم الزواج في السنغال لأن قانون الزواج البوليسي الموريتاني لا يسري في الخارج ولا يوجد فيه نص يمنع الموريتانيين من الزواج بأجنبيات.
جعفر عباس


0 تعليقات:

إرسال تعليق