خطبة الأمير السيد جمال الدين عبدا لله التنوخي (ق) يوم وفاة ولده



يفتتح الأمير السيد –ق- خطبته بتذكير الناس أن الموت أمرا محتم ولا فوت منه ويذكرهم أيضا أن في قدرة الناس التوجه إلى عمل الخير أو التوجه إلى عمل الشر ولكن في النهاية ليتذكر كل منا أن الجميع في قبضة الله فهو الذي ينجي الناس من المهالك ويذكر الناس أن عليهم أن يتقبلوا أوامر الله بطاعة وصبر وأن يطلبوا دائما رحمته سرا وعلنا ويقول : " فطوبى لمن قبل أوامر الله بالطاعة وجعل مدة الحياة ساعة,وركب جواد القناعة وقيد نفسه قيد وديعة وجعل من حق الموت أمانة الرضا بتسليم الوديعة"
ويشدد الأمير السيد –ق- أنه لا يجوز للعبد أن يتعرض على مشيئة الله وأن يغضب على ما قسم له الله وأن يرفض ما أمرنا به الله وأن لا يعتقد أنه يستطيع أن تكون لديه القدرة على الارتداد عن مشيئة الله.
يحاول الأمير السيد أن يشرح للسامعين أن صبره على فقدان ولده هو ليس جهلا منه ولا ضلالة منه بل لأنه لا ينسى علمه وحزمه وحلمه وأفضاله ورفقه وصدقه وطاعته وصبره واحتماله ويشدد عليهم أن الصبر مطية من ارتقى والرضا والتسليم هو منارة من اتقى.
يذكر الأمير السيد –ق- الناس أن الله سبحانه وتعالى خلقنا وأعطانا النعم وطلب من التعامل بالحق ونهانا عن الباطل وحذرنا من العقاب وأعطانا أسمائه لتفتح علينا أبواب المعرفة ويشبهنا كسمكة خلقها الله وأعطاها البحور والمحيطات ولكن هي مقيدة بمشيئته.
ويذكرنا أيضا أن الله خلقنا من غير شيء ولكنه غمرنا بالرحمة وفتح علينا الدنيا بنعمه, ويذكرنا أن علينا أن نرضى به وبما أعطانا الله الرفيق القادر والقاهر المعطي المانع والحاكم بالعدل والإنصاف ويقول أيضا أنه إذا اعترضنا أوامره وحكمته لن نبلغ مرادنا أبدا وأنه أهملنا طاعته لن نخلص من العقاب فيشبهنا مجددا بالطائر المسجون الذي يفتش عن الهواء ولكنه مسجون في قفص الإرادة.
وأخيرا يذكر الأمير السيد الناس أنه في نهاية المطاف سنصل إلى يوم القيامة وهناك الله سبحانه وتعالى هو الحكم وهناك سيحصل كل منا على جزائه حسب أعماله.
أن أهم العبر التوحيدية التي نأخذها من الخطبة: الصدق*الصبر والشجاعة*الرضا والتسليم*الأيمان*القناعة والأنصاف.