الحرب في البلقان وشمال أفريقيا.. نجاح القوات الإيطالية والألمانية في احتلال بلغاريا ورومانيا وهنغاريا وتحرير بريطانيا إثيوبيا من الإيطاليين



الحرب في البلقان وشمال أفريقيا:

في هذه المرحلة من الحرب انتشرت وامتدت الحرب في جبهات أخرى من العالم بحيث دخلت إيطاليا إلى جانب ألمانيا من الحرب في الأيام  الأخيرة من غزو المانيا لفرنسا.

ولكن الجيش الإيطالي لم يساهم كثيرا في هذه المعارك بحيث فشل في احتلال اليونان، فقرر الألمان بتقديم المساعدة لإيطاليا لبسط الهيمنة الألمانية في البلقان.

فقد نجحت القوات الإيطالية والألمانية في احتلال بلغاريا ورومانيا وهنغاريا وأصبحت هذه الدول تحت السيطرة النازية.

قد فشل الإيطاليون في الجبهة الأفريقية بحيث استطاع البريطانيون تحرير إثيوبيا من الإيطاليين مما دفع الألمان إلى إرسال قوات عسكرية من سلاح الدبابات بقياده الجنرال الالماني رومل الملقب ثعلب الصحراء، بحيث تمكن رومل من اجتياز الصحراء الغربية وصد القوات البريطانية وإعادتها الى ما وراء الحدود المصرية، بحيث دارت أشهر المعارك البرية بين القوات البريطانية والقوات الألمانية على الحدود الليبية المصرية.
وقد عرفت هذه المعركة باسم معركة العلمين.

أهداف هجوم المحور في شمال أفريقيا:

1- الوصول إلى دلتا النيل والاعتماد على مصر كقاعدة إستراتيجية. كان على رومل اتخاذ واحد من قرارين، إمّا التقدم إلى الأمام ودخول مصر، لحل كل مشاكله اللوجستية، وهو ما عجز عنه، وإمّا التراجع إلى الخلف، والتشبث بطرابلس؛ لتقصير خطوط مواصلاته وحلّ مشاكله اللوجستية، وهو ما ترفضه وتأباه قدراته وشخصيته. فحقق انتصارات تكتيكية عديدة، لكنها أضافت كثيراً إلى مشاكله من دون حل.

2- السيطرة على قناة السويس، كهدف إستراتيجي مسيطر يقطع خطوط مواصلات بريطانيا مع مستعمراتها في الشرق.

3- لسيطرة على مصادر البترول في العراق وإيران.

4- إحكام السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، بحركة تطويق واسعة، ذات اتجاهين متقابلين (فكي كماشة) واحد من مصر في اتجاه الشمال، يقابل الثاني من القوقاز في اتجاه الجنوب.

5- الضغط على تركيا (للانحياز إلى المحور)، من اتجاه البلقان ومن اتجاه مصر ومن اتجاه القوقاز والاستفادة بموقعها وقواعدها وبعض المواد الأولية.

6- تحويل البحر المتوسط بشاطئيه الشمالي والجنوبي إلى منطقة نفوذ للمحور.

7- قطع طريق الاتصال البري الذي يربط الاتحاد السوفيتي مع الحلفاء عبر إيران.

التأثير المتبادل بين مسرح عمليات شمال أفريقيا ومسرحي البلقان وشرق أفريقيا:

1- في 7 فبراير 1941، وصلت القوات البريطانية، بقيادة ويفل، إلى بيضاء فم ونجحت في تدمير الجيش العاشر الإيطالي، واحتلال برقة.
وتوقفت عند خط العقيلة في انتظار التقدم إلى طرابلس، التي أصبحت مكشوفة.

2- في هذا التوقيت بالذات، قررت هيئة الأركان البريطانية دعم مسرحَيْن آخرين، فنقلت عدداً من الفرق إلى شرق أفريقيا لتصفية الوجود الإيطالي، ونجحت في تحقيق هذا الهدف بدخول أديس أبابا، العاصمة، في 6 أبريل 1941.

أمّا المسرح الآخر فكان البلقان، الذي نقلت إليه في مارس 1941 عدداً من الفرق لتدعيم اليونان، ضد الهجوم الألماني الوشيك، والذي حدث في أوائل أبريل 1941.

3- يتزامن مع هذه الأحداث، وفي شهر أبريل 1941 بالذات، قيام رومل بهجومه المضاد الأول، وكانت قوات ويفل في أضعف حالاتها، فتمكن رومل من تحقيق أول انتصاراته.

4- بعد انتصار القوات البريطانية في شرق أفريقيا، في أبريل 1941، وبعد هزيمتها في البلقان، في مايو 1941، سحبت الفرق المنتصرة والمنهزمة، على وجه السرعة، وأُعيد تدعيم قوات ويفل؛ ليشن هجوماً جديداً في معركة باتل إكس، 15ـ 17 يونيه 1941.

وبعدها تابع أوكنلك الهجوم بهذا الحشد من القوات في معركة كروسيدور، من 18 نوفمبر إلى 9 ديسمبر 1941.


0 تعليقات:

إرسال تعليق