الإبداع يعود إلى تأثير العوامل الاجتماعية.. الحاجة تعتبر مشكلة اجتماعية تتطلب حلا وهو ما يدفع بالمبدع إلى التفكير



ينظر بعض الفلاسفة والعلماء إلى الإبداع على أنه ظاهرة اجتماعية كون المبدع يستمد مادة إبداعه من المجتمع.
مما يجعل الإبداع له ارتباط وثيق بالحياة العامة وخاصة الاجتماعية.

فالحاجة الاجتماعية ومتطلباتها هي التي تدفع الإنسان إلى الإبداع ولذا يقال: "الحاجة أم الاختراع" بمعنى أن الحاجة تعتبر مشكلة اجتماعية تتطلب حلا وهو ما يدفع بالمبدع إلى التفكير.

وهكذا يكون نشاط المبدع عبارة عن ظاهرة اجتماعية، في نظر "دوركايم" الذي يرى أن الإبداع مهما تعددت مجالاته تتحكم فيه شروط اجتماعية.

فالمبدع سواء كان فنانا أو عالما لا يبدع لنفسه وإنما يبدع وفق ما يحتاج إليه المجتمع وحسب ما يسمح به المجتمع...
فالمجتمعات تبارك الإبداعات العلمية الموجهة لأغراض سلمية وتعاقب أو تذم الإبداع العلمي الموجه إلى أغراض حربية.

وهذا يبين أن المبدع يوجه إبداعه إلى معالجة المشاكل التي تعترض مجتمعه.
ولعل هذا ما عناه "ريبو" بقوله: "مهما كان الإبداع فرديا فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي".

وهي آراء تدل على أن المبدع يستقي مادته الإبداعية من الواقع الاجتماعي الذي يعيشه.
حقيقة ظاهرة الإبداع تعود إلى الحوافز الاجتماعية وطبيعة الواقع الاجتماعي.

ولكن رغم توفر الشروط الاجتماعية الملائمة ووجود الحاجة الدافعة للإبداع إلا أنه لا يمكن لكل أفراد المجتمع أن يبدعوا وهذا يدل على تدخل عوامل وشروط أخرى مرتبطة بالذات المبدعة.