زعماء الاقتصاديات الكبرى وسياسة إفقار العالم.. وجوب خلق الثقة لدى أصحاب المعاشات وتنظيم التعاون بين الشركات



إن نبرات النصر لم تنقص، مع ذلك، ثمَّ شعور هذه النخبة العالمية بالتحليق أو التحويم بالإحساس، منذ عام (1996) أن حقبة من الغبطة قد أُنجزت، بهذا الصدد، لكن ثورة أصحاب المعاشات، في كثير من البلدان، دقت نواقيس الخطر.

إذ لا يستطيع، حتى هؤلاء "الزعماء الشموليون" أن يؤكدوا أن الحدث الرئيس في بداية القرن الحادي والعشرين هو إفقار العالم.

إنها مهمة مقدسة في لائحة الأفضليات، وقد صاغ البروفيسور كلاوس شواب (KLAUS SCHWAB) مؤسس مؤتمر دافوس، بنفسه، التحذير الأول، قائلاً: "لقد دخلت العولمة مرحلة حرجة جداً، عودة العصا، أدت إلى الإحساس بها، أكثر فأكثر، ونخشى أن تكون هناك عقبة قوية مشؤومة عن النشاط الاقتصادي والاستقرار السياسي للعديد من البلدان".

وهناك خبراء آخرون، قاموا بإثبات آخر أكثر تشاؤماً أيضاً، من هؤلاء روزابث موس كانتر (ROSABETH MOSS KANTER) المديرة السابقة لها- رفارد بازنس ريفيو HARVARD BOSINESS REVIEW أي مجلة الأعمال، لهارفارد- ومؤلفة كتاب "طبقة العالم (THEWORLD CLASS)، حذرت قائلة: "يجب خلق الثقة لدى أصحاب المعاشات، وتنظيم التعاون بين الشركات، من أجل أن تستفيد الجماعات المحلية والمدن، والمناطق من العولمة.

وإلا فإننا سنشهد انبثاق حركات اجتماعية، لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية مطلقاً. وهذه أيضاً، الخشية الكبرى، التي أطلقها بيرسي بارنوفيك (PERCY PARNEVIK)، رب عمل (آسيان براون بوفاري (ASIAN BROWN BOVERI) إحدى الشركات الرئيسة في مجال الطاقة في العالم، فقد صرخ، محذراً: "إذا لم تواجه الشركات تحديات الفقر والبطالة، فستسير التوترات نحو التزايد بين من يملك، وأولئك الذين لا يملكون، أو المحرومين، وستكون هناك زيادة هامة في الإرهاب والعنف".

وينطلق هذا القلق أيضاً بين الأوساط التي ربحت كثيراً من النزعة الليبرالية، وقد أعلن السناتور –عضو مجلس الشيوخ- "الديموقراطي" في الولايات المتحدة، بيل برادلي (BILL BRADLEY) قائلاً: "بسبب المنافسة المرعبة الحالية، وبسبب عدم ثبات الاستخدام، أو كونه عارضاً، والانخفاض في المعاشات، ستعيش الطبقات المتوسطة الأمريكية بصورة سيئة أكثر فأكثر، عندها يجب العمل، أكثر فأكثر، من أجل المحافظة على مستوى معيشتهم في الحياة".

لهذا، لم تتردد الأسبوعية الأمريكية (النيوزويك) (NEWSWEEK)، الصادرة بتاريخ (26) شباط (1996) عن أن تقدم شكوى، تحت عنوان (الرأسمالية القاتلة) (KILLER CAPITIALISME)، في فضح الرؤساء الاثني عشر الكبار والتشهير بهم أولئك الذين قاموا بتسريح (363000) صاحب معاش: قائلة إنه زمن، كلما أصبح فيه التسريح بالجملة، فضيحة وعاراً، زاد سرور البورصات..." واتهمت الجريدة، بأنها نفسها تخشى من عنف العودة إلى العصا ضد العولمة.


0 تعليقات:

إرسال تعليق