التنشيط التربوي.. إدخال تعديل أو تغيير على سلوك إنساني أو مكان أو محيط في إطار تربوي وثقافي وفق أهداف مضبوطة ومحددة



التنشيط مادة لغوية من الجذر المعجمي (ن ش ط)، وتعني جملة من المعاني تنطلق من المعنى النووي لعقد، وهو في الحقل التربوي يفيد لغة عقد العزم على فعل شيء، والتهيؤ له والاستعداد لإنجازها، وتصييره واقعا ملموسا.

وأما اصطلاحا؛ فإنه يفيد عملية التحفيز والحث على فعل شيء وتحريكه والمشاركة فيه.
إلا أنه يختلف معناه الاصطلاحي في بعض حيثياته من حقل معرفي أو تطبيقي لآخر.

ومنه لم أجد تعريفا للتنشيط في معجم علوم التربية؛ وإنما وجدت تعداد تقنيات التنشيط التربوي، وهي تقنيات تهم تنشيط المجموعات الكبرى والصغرى.

في مقابل ذلك وجدت تعريفا لمعهد التنشيط بتونس يقول: يعرف التنشيط على أنه جملة من العمليات التي يقوم بها فرد أو مجموعة من الأفراد بهدف إدخال تعديل أو تغيير على سلوك إنساني أو مكان أو محيط في إطار تربوي وثقافي وفق أهداف مضبوطة ومحددة.

وهو يعتمد أساسا على المكونات التالية:
- المنشط: القائم بالفعل والمؤطر.
- المنشط: المفعول معه.
- المكان والزمان: الوعاء الوظيفي للنشاط.
- الوسائل: المادية والبيداغوجية.

ونحن نجد بين ثنايا هذه الورقة ما يسمح لي بمساحة اجتهادية، تمكنني من مسوغات تقديم تعريف إجرائي للتنشيط يقوم على:
1- المعنى المعجمي النووي.
2- ورود المصطلح على الوزن الصرفي "تفعيل" بما يتضمن من معنى الحركة والفعل...
3- طبيعة التنشيط القائمة على طرفين في الحد الأدنى.
4- مكنون فعل "التنشيط" الدال على التفاعل بما يفيد التأثير والتأثر.

حيث يمكن تقديم هذا التعريف الإجرائي بالصيغة التالية: (التنشيط فعل تفعيل وضعية سكونية أو شبه سكونية نحو وضعية تفاعلية بين مكونات مختلفة ضمن نسق معين، يستهدف إحداث ناتج معين).