منافسة الحيوانات للإنسان في احتضان الفيروسات ونقلها.. تجنب تبادل القبلات والمصافحات حتى على سبيل التحية بين الناس



في السنوات الماضية انتشر في العالم مرض فيروسي قاتل ومعدي ينتقل من الطيور إلى الإنسان سمي بمرض" انفلونزا ألطيور"، أصيب به كثير من الناس و في مناطق مختلفة من العالم .. وقبل هذا المرض المعدي كان هناك مرض آخر خطير سمي بمرض "جنون البقر" الذي ظهر في مناطق مختلفة من أوروبا خاصة في إنجلترا..وفي هذه الأيام يعرف العالم قلقا متزايدا من فيروس جديد يسمى "بانفلونزا الخنازير"..

وربما سنسمع قريبا فيروس آخر يسمى"بأنفلونزا الأغنام" أو " انفلونزا الخراف".. لا ندري ربما الأسماك أيضا ستصاب بمرض الجدري  أو السعال الديكي..إذا ماذا سيبقى للبشر من لحوم آمنة يتناولونه بعيدا عن الخوف والإرشادات الوقائية؟..
أم أننا سنضطر بسبب أمراض هذه الحيوانات  إلى أن نكون "نباتيين" في طريقة تناول طعامنا..على حد تعبير المثل العربي " أبعد عن الشر وغني له"؟.. ليس هذا فحسب بل يصبح من الصعب التعامل مع الحيوانات ،أو ربما يتحتم التجنب لكل من يربى الحيوانات أو يتعامل معها خشية أن ينقل لنا فيروسا قاتل لا نعرفه..

في هذه الأيام نسمع ضجة إعلامية كبيرة معلنة ولادة مرض جديد معدي وفتا ك سمي بمرض "إنفلونزا الخنازير" تنتقل فيه فيروسات الإنفلونزا من الخنازير إلى الإنسان ومن ثم من الإنسان إلى الإنسان وتسبب له أعراض مرضية حادة قد تكلفه حياته..

وقد أكدت منظمة الصحة العالمية على وجود إصابات  وحالات مرضية ووفيات بسبب هذا المرض الوبائي الجديد الذي يتميز بشراسته وإمكانية فتكه بالإنسان حتى الوفاة  مما يثير الفزع بين الناس ويجعل السلطات الصحية والعالمية في حالة تأهب  ومراقبة شديدة..

انطلق هذا المرض من المكسيك حيث ظهرت الإصابات ألأولى من هذا المرض ثم تسلل هذا الوباء إلى الولايا ت المتحدة الأمريكية المجاورة للمكسيك، ثم شرق وغرب منتشرا في أنحاء مختلفة من العالم وفي صحبته هلع مخلوط بالترقب والقلق الشديد، والناس في الأصل مشغولون بعلاج مشكلات عالمية أخرى مستحكمة، صحية، اقتصادية، وسياسية.. فأحدث استنفار عالمي لمواجهته بعد تنامي المخاوف إلى تحوله إلى وباء، خاصة بعد ارتفاع عدد ضحاياه بالمكسيك إلى أكثر من مائة..

ونظرا لخطورة هذا الفيروس فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن العدوى بانفلونزا الخنازير يمكن أن تسبب وباء عالميا، حيث قالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية "مارغريت تشان" في بيان أن المنظمة توصلت على ان الأحداث الجارية حاليا تشكل طواري على الصحة العامة وتثير القلق..

والغريب أن تأثير انفلونزا الخنازير قد تجاوز النطاق الصحي ليصل إلى الحيز الاجتماعي بحسب الخبراء،حيث أخذ يؤثر على ممارسات الناس وعاداتهم الاجتماعية بما في ذالك القبلات والمصافحات.. حيث ينصح الأطباء والمسؤولون من الوزارات الصحية إلى تجنب تبادل القبلات والمصافحات حتى على سبيل التحية بين الناس..

ولتفسير هذا الفيروس القاتل  إنسانيا فهو بمثابة غضب إلهي على الفساد والظلم الواقعان في العالم بأسره، وذالك نظرا لما يعرفه العالم من فساد سياسي واقتصادي ومالي أدى بالعالم  على أزمة مالية لم تسلم منها إي دولة في العالم،وذالك بسبب جشع الرأسمالية والعولمة المتوحشة وعدم احترام حقوق الفقراء وحقوق الأقليات،وغياب العدالة الدولية  في مقاضاة الجناة ومرتكبي الجرائم وجرائم الإبادة الجماعية  وجرائم ضد الإنسان..كما نجد أن الأغنياء يزدادون غنى  في العالم بينما الفقراء يزدادون فقرا وهذا يعد أبرز مثال عن الظلم العالمي..

إن كثرة المضاربات المالية غير السوية وتفاقم الرشاوى ضمن المعاملات الإدارية، وإن بروز أشكال جديدة من العصيان الأخلاقي مثل المثلية الجنسية وعبدة الشيطان وغيرها..كل هذا يسبب في غضب ألهي كاف لابتلاء هذا العالم  بأغرب الفيروسات والأوبئة..


0 تعليقات:

إرسال تعليق