الدماغ والذاكرة ومعالجة الجهاز العصبي للمعلومات واستغلالها للتعبير عن مواقف ومبادئ الحياة.. حل كل الرموز والدواليب الدقيقة والميكانزمات العصبحيوية المتعددة



لم تعد الذاكرة تلك القلعة المستعصية أو الوظيفة العقلية المستحيلة المنال.
لكن وبالرغم من التقدم الحاصل فإن الباحثين لم يتوصلوا بعد إلى حل كل الرموز، والدواليب الدقيقة، والميكانزمات العصبحيوية المتعددة، والتعرف على الأنساق المتشابكة والمعقدة للذاكرة و التعلم.
فحوالي ما يناهز أربعة عقود، بدأ الباحثون في ميادين علوم الأعصاب (فيزيولوجيا الأعصاب، علم النفس الفيزيولوجي، علم جينات الأعصاب ...) علوم النفس (علم النفس التجريبي وعلم النفس المعرفي ...) في البحث عن مكونات الذاكرة التي تشكل إحدى الوظائف العليا للإنسان والتي بدونها لا يمكن أن يكون له ماض يعتمده كمرجعية لحياته اليومية ولا مستقبل يتوقعه انطلاقا من ماضيه وحاضره.
ويتسم البحث في هذه الميادين باعتماد مقاربات ممنهجة وخاضعة لشروط دقيقة التقصي وتجريب لمقاييس ومبائ البحث العلمي المتداولة في جل ميادين العلوم البحتة.
أما العلوم النفسية فقد اهتمت بدراسة السيرورات والآليات السيكولوجية الكامنة وراء معالجة المعلومات واكتسابها وتخزينها وفق محددات مضبوطة كما وكيفا.
أما الباحثون في ميادين علوم الأعصاب فقد انصب اهتمامهم في البحث على الآليات والميكانزمات والسيرورات العصبحيوية والعصبكيمائية والعصبتشريحية التي تمكن الجهاز العصبي من معالجة المعلومات واختزانها واسترجاعها واستغلالها للتعبير عن مشاعر ومواقف ومبادئ حياتية وأخرى لبناء أنماط سلوك فردي أو اجتماعي يمكن الفرد من الشعور بأنه ينتمي إلى مجتمع أو مجموعة ما.
شكل البحث على آثار الذاكرة والجزئيات الخلوية النشيطة بالجهاز العصبي وما يزال يشكل ميدانا خصبا في ميادين علوم الأعصاب.