أهمية مهارة التحدث.. قدرة الفرد على اكتساب المواقف الإيجابية عند اتصاله بالآخرين. اكتساب المخاطبة ولياقة التصرف واحترام الآخرين، والتعاون معهم للانتقال من المدرسة الى دنيا العمل



خلق الله تعالى الإنسان تواقاً للتعامل مع من حوله, والتفاعل مع بني جنسه، وعلمه الأسماء كلها حيث قال عز من قائل: (علم آدم الأسماء كلها)، "البقرة, 31".

فإذاً هو يعتمد اللغة ليتواصل مع الآخرين، بحيث يكون الحديث لغة الحوار والتفاهم والمحادثة والتفاعل مع الآخرين، لأن الحياة من دون التفاعل تبعث على الملل والضجر، وصدق ابن الرومي، إذ  أنشد في مرضه الذي قضى فيه:
ولقد سئمتُ مآربي + فكانَّ أطيبها خبيثْ
إلا الحـديث فإنّـه + مثلُ اسمه أبداً حديثْ

أهمية مهارة التحدث:
تتجلى أهمية مهارة التحدث (الحوار) في أنها تحدد مدى قدرة الفرد على اكتساب المواقف الإيجابية عند اتصاله بالآخرين، حيث يتكون موقف الحديث من المتحدث الذي يحاول نقل فكرة معينة، أو طرح رأي محدد، أو موضوع بعينه، ويعد هو الطرف المعني بالحديث والمستمع له، والظروف المحيطة بموقف الحديث سواء أكانت هذه الظروف مادية ام معنوية.

كما يعد التحدث من أهم الوان النشاط اللغوي، وأكثرها استعمالاً في الحياة اليومية، فهو وسيط التواصل اللغوي بين البشر قبل القراءة والكتابة، ويمثل الجانب الإيجابي من التواصل اللغوي.

ولا تقتصر براعة الحديث على أسلوب الكلام وجودة محتواه بل إن حسن الإصغاء أيضاً يعد فناً من فنون الحوار، وكم تحدث أناس وهم لايريدون من يحاورهم، بل يريدون من يصغي اليهم كي يبوحوا بما في صدورهم.

ونقل ابن عبد ربه في العقد الفريد عن بعض الحكماء قوله لابنه: يا بني تعلم حسن الاستماع، كما تتعلم حسن الحديث وليعلم الناس أنك أحرص على ان نسمع منك على أن نقول.

كما تعد هذه المهارة من المهارات الأساسية اللازمة في القرن الحادي والعشرين، فهي ترتبط ارتباطاً دقيقاً بكيفية التعامل مع الفرد أو الجماعة، حيث يكتسب المتعلمون من خلالها آداب المخاطبة ولياقة التصرف واحترام الآخرين، والتعاون معهم للانتقال من المدرسة الى دنيا العمل، حيث سيجد نفسه في حالة حوار دائم مع الاخرين بدءا من الاسرة التي يعيش فيها وانتهاء بالعالم الذي اضحى قرية كونية صغيرة.

فمهارة التحدث تعطي الفرصة الملائمة للمتعلم ليبين قدراته، ويعبر عما يريد، وعما يختلج في نفسه من مشاعر وأحاسيس.

ونظرا لأهميتها من الناحية النفسية واللغوية، فهي تجعل المتعلم يكتسب منها قوة وحيوية فيناقش، ويحاور، ويشارك ويبرز بروزاً كبيراً في التحدث مع ذويه ومعلميه وزملائه في الصف.

وقد أصبح من الضروري أن يتاح لكل متعلم حرية الحديث، من خلال السؤال والجواب، والمناقشة والمحادثة، وجميع الأنشطة اللغوية الأخرى يكون الكلام محورها، وأساس العمل بها هو التحدث، فالتحدث هو من أهم الأسس في العملية التعليمية كلها.


0 تعليقات:

إرسال تعليق