الطرديات في الشعر العباسي.. قصائد موضوعها الصيد تصور الكلب تصويرا قويا وتخلع عليه أجمل الأوصاف من شجاعة وخفة وبراعة في الوثوب على الفريسة واقتناصها



تعريف الطرديات:

الطرديات (جمع طردية: بفتح الطاء والراء) وهي القصائد التي يكون موضوعها الصيد، وهو فن نشأ في العصر الجاهلي وترعرع ونما في العصر العباسي.
ويُعدّ أبو نواس أكبر شعراء الطرديات في الشعر العربي، وأكثرهم تمثيلاً  لما بلغته هواية الصيد في العصر العباسي من رقي وتحضر.

غرض الطرديات:

وأكثر طرديات أبى نواس تدور حول صيد الكلاب.
وقد كان القدماء يصيدون على الفرس، ويقبحون في الغالب كلاب الصيد.
وتصور الطرديات الكلب تصويراً قوياً، وتخلع عليه أجمل الأوصاف من شجاعة وخفة وبراعة في الوثوب على الفريسة واقتناصها.

الطرديات عند أبي نواس:

وأبو نواس حين يصور الكلب يبين لنا شدة عناية صاحبه به، فهو يبيت إلى جانبه، وإن تعرى كساه ببرده حتى لا يصيبه مكروه.
وهو يصف الكلب بأنه واسع الشدقين، طويل الخد، واسع الجري حتى أن رجليه لا تمسان الأرض، ولهذا فصيده مضمون.
يقول:
أنْعتُ كلباً ليس بالمـسْبوق + مُطهمًا يجرى على العُرُوقِ
جاءتْ به الأمْلاك من سَلوق + كأنَّه في المِقْود المَمْشُوقِ
ولأبي نواس نحو خمسين طردية تتميز جميعها بالجودة.
وممن اشتهر بالطرد، علي بن الجهم، ولابن الرومي كذلك الكثير من الطرديات.