البيداغوجيا من علم النفس الاجتماعي.. لا يمكن للفعل البيداغوجي أن يثمر إلا إذا كان المدرس متمكنا من تقنية التواصل التي تستند ابستمولوجيا إلى اللسانيات الحديثة



تأخذ البيداغوجيا من علم النفس الاجتماعي المفاهيم التالية:

1- الاتجاه Attitude:
يرى الأستاذ أحمد أوزي أن التعاريف المختلفة للاتجاه النفسي تلتقي في نقطة واحدة وهي اعتبار الاتجاه حالة من الاستعداد النفسي كامنة وراء استجابة الفرد وسلوكاته. وأن هذه الحالة مكتسبة.

- وإذا أردنا أن نعطي العملية التعليمية زخما جديدا فان جميع العناصر الفاعلة في الحقل التربوي ملزمة بمعرفة اتجاهات الأفراد والجماعات.

2- التواصل Communication:
التواصل بحسب كولي Cooley هو: "الميكانزم الذي بواسطته توجد العلاقات الإنسانية وتتطور، إنه كل رموز الذهن مع وسائل تبليغها عبر المجال وتعزيزها في الزمان.

ويتضمن كذلك تعابير الوجه والحركات ونبرة الصوت والكلمات.
وتقنية التواصل، في تقديرنا، تقنية ناجعة في العملية التربوية. يقول غاستون ميالاري بأن التواصل بين الأستاذ والتلميذ لا يتحقق إلا إذا كان السنن le code معروفا من قبلهما معا.

كما يقول في كتابه "مدخل إلى علوم التربية": "أكدنا في العديد من المناسبات أهمية التواصل في العمليات التربوية. وقد أثارت التقنيات الحديثة وتطبيقاتها في التربية هذا المشكل من جديد....".

وفي اعتقادنا أنه لا يمكن للفعل البيداغوجي أن يثمر إلا إذا كان المدرس متمكنا من بعض المعارف الأولية ومنها تقنية التواصل التي تستند ابستمولوجيا إلى اللسانيات الحديثة.

3- دينامية الجماعات Dynamique des Groupes:
كان كرت لوين K.Lewin المؤسس الأول لمفهوم دينامية الجماعات التي تطرأ على نشاط الجماعة التي يكون أعضاؤها متفاعلين سيكولوجيا بعضهم مع بعض.

- وتعتبر دينامية الجماعات من فروع أو تقنيات علم النفس الاجتماعي التي ساهمت إلى حد كبير في توجيه النشاط البيداغوجي نحو الاهتمام بالعمل الجماعي وكيفية استغلاله في حقول متنوعة.
وهذه التقنية يمكن توظيفها في إطار دعم التلاميذ وجدانيا ومعرفيا وحس-حركيا.

إذ بواسطتها يمكن للمدرس أن يصحح بعض الثغرات الوجدانية لدى تلاميذه، كأن يحثهم على التعاون والاشتراك، أو يحفزهم على العمل، وقد أشار فرنسيس فانويه Francis Vanoye إلى بعض تقنيات التواصل التي يمكن استغلالها لتدريب التلاميذ على المشاركة والحوار والتفاعل مع وضعيات التدريس.