أمراض يسببها التدخين.. سرطان الرئة والحنجرة والفم والبلعوم والمريء والبنكرياس والمثانة. الجلطات القلبية والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم. الانتفاخ الرئوي والتهاب القصبات والربو



يلخص د. بدر ولد علي استشاري الأنف والأذن والحنجرة وزميل الأكاديمية الأمريكية أخطار التدخين ومضاره بلغة الأرقام.. فيقول: أصبح التدخين وباء عالمياً يسبب أضراراً صحية على المستوى العالمي لا تقل عن أخطر الامراض المعروفة مثل الإيدز، والسل، والملاريا، بل إن ضحايا التدخين يفوقون ضحايا كل من الإيدز، والسل، ومضاعفات الحمل والولادة، وحوادث السير، والانتحار مجتمعة.

وتقدر خسارة العالم من التدخين بحوالي 200 مليار دولار سنوياً، وهي تكاليف الرعاية الصحية للمصابين بالأمراض الناجمة عن التدخين.

كما أن التدخين يقتل أكثر من أربعة ملايين إنسان سنوياً في العالم، ونحو 70% من هؤلاء ينتمون إلى العالم الثالث، وتشير الإحصائيات إلى أن التدخين مسؤول عن وفاة شخص واحد من كل 10 حالات وفاة.

كما أنه من أهم مسببات الوفاة والعجز في كل أنحاء العالم حيث إن أضراره بليغة وعامة وشاملة ولكل عضو في جسم الإنسان، وهذه الأضرار تراكمية، لا تظهر أعراضها إلا بعد مرور سنوات طويلة على ممارسة التدخين كأمراض سرطان الحنجرة.

وقد ثبت أن التدخين يضر كل أجهزة الجسم (جهاز الدورة الدموية، والجهاز التنفسي، والجهاز العصبي)، وأنه مسؤول عن حصول 25 مرضاً، أهمها:

1. السرطانات:
ومنها سرطان الرئة والحنجرة والفم والبلعوم والمريء والبنكرياس والمثانة، إذ أن 80% من المصابين بسرطان الرئة هم من المدخنين.

2. أمراض القلب والأوعية الدموية:
وتشمل الجلطات القلبية والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، وتؤكد التقارير الطبية أن المدخنين الذين تتراوح اعمارهم بين 30 ـ 40 سنة معرضون للإصابة بأزمة قلبية بنسبة تزيد خمسة أضعاف علىما يتعرض له غير المدخنين.

3.  الأمراض التنفسية:
ومن أمثلتها الانتفاخ الرئوي والتهاب القصبات والربو، ومن المعروف أن 75% من المصابين بحالات انتفاخ الرئة هم من المدخنين.

هذا بالإضافة إلى أن التدخين يصيب الرجال بالعجز الجنسي، وهو ما أكده اطباء بريطانيون، فإن عدد الرجال الذين أصيبوا بعجز جنسي في بريطانيا كنتيجة مباشرة لعادة التدخين بلغ نحو 120 ألف شخص، وذلك لأن التدخين يقلل من إفرازات الحيوانات المنوية، ويشوهها، ويؤثِّر سلباً على تدفق الدم للعضو التناسلي الذكري، مما يؤدي إلى العنة (العجز).

وقد ثبت أن العنة عند المدخنين تزيد بمقدار الضعفين على ما هي عليه عند غير المدخنين، وليس أدل على ذلك من أن دولة مثل «تايلاند» قررت وضع تحذير على علب السجائر يؤكّد ويحذّر من خطر التبع على القدرة الجنسية عند الرجل.

ويضيف د. بدر: أن التبغ يحتوي على عناصر ضارة عديدة منها: البنـزين، والرصاص المشع، وعنصر البولونيموم، والقطران، وأول أكسيد الكربون والنيكوتين، ومواد أخرى من المركبات الكيماوية الضارة بالصحة والبيئة.

ومن الحقائق العلمية المؤكّدة أن التدخين يسبب الإدمان، حيث إن النيكوتين يسبب الإدمان، ودرجة إدمانه أقوى من درجة الإدمان على الخمر بنحو 5 مرات، كما أنه أشد إدماناً من بعض العقاقير النفسية.

وتصل درجة حرارة ولعة السيجارة إلى أكثر من 800 درجة مئوية، وهذا التحليل الحراري للسيجارة ينجم عنه أكثر من 4000 مركب كيماوي، 60 منها مواد سرطانية.

ومما يزيد من مخاطر التدخين أن المدخن السلبي (غير المدخن) الذي يجبر على استنشاق هواء ملوَّث بدخان السجائر في مكان مغلق خلال ساعة واحدة يكون في حكم من دخن سيجارة واحدة، وبالتالي فهو عرضة للإصابة بأمراض التدخين، فزوجة المدخن على سبيل المثال معرضة للإصابة بسرطان الرئة ثلاثة أضعاف زوجة غير المدخن، كما أن أطفال الآباء المدخنين معرضون للإصابة بالأمراض التنفسية بمعدلات أكثر من الأطفال الذين لا يدخن آباؤهم.

إن ما ذكرناه آنفاً يعد غيضاً من فيض، ولا يمكن تغظية الآثار والأضرار السلبية كافة، لكن ما يجب التأكيد عليه هو أن الدراسات أثبتت أن التوقف عن التدخين يخفف كثيراً من مخاطر تطور أنواع مختلفة من الإصابات، كما أن أنسجة الجسم لها القدرة على تطهير نفسها من السموم مع مرور الزمن.


0 تعليقات:

إرسال تعليق