سحمي الهاجري.. القادم من كرم الشمال والمتمسك ببداوته الممثلة للأصالة والنبل والعطاء



"مثقف" قادم من "كرم الشمال" لم يتنازل عن بداوته يوماً، لأنها تمثل لديه الأصالة والنبل والعطاء.

وبذلك يكون قد كرس هذه الثقافة الأصيلة التي حافظ عليها العرب منذ قديم الزمان، حيث من المهم أن تكون قد تأصلت لدى الإنسان، فهي قبل كل شيئ ثقافة سلوكية وتملكها يعتمد على تربية الإنسان.

"إداري" بالدرجة الأولى، يعرف خبايا الإدارة، وأسرارها، ليته يؤلف كتاباً فيها لينافس كتاب "غازي القصيبي"! وقلما تملك مثقف هذه الخاصية، فقد عرف عن المثقفين حبهم للفوضى وعدم الانضباط.. وقلما نجد مثقفاً قادرا على مسك زمام وقته.. الوقت ذلك القاتل اللعين للإبداع بحسب ما يعتقد الكثير من المبدعين أنفسهم.

ألف كتاباً في القصة القصيرة، يعد الأول في المملكة وللدارسين والباحثين الذين يسطون على كتابه دون الإشارة إليه، ولأن الهاجري من النبل بمكانة يتغاضى من أجل الوطن.

النبل.. طبعاً تلك الثقافة المتأصلة لدى الكثير من العرب.. نحن دائماً نسعى للتميز من خلال هذه الصفة المتميزة، والتي فوتت على الكثيرين فرصاً ربما تكون إبداعية في وقت ما.

يهتم بثقافة أبناء وطنه وما يختص بالسرد، يضيء كثيراً للنقاد والباحثين.
هذا وهو "مشغول" بالإدارة، فكيف لو تفرغ للثقافة؟
هل نطالب (الهاجري) بالتفرغ للثفافة؟
ومتى طولب مثقف بالتفرغ وهو المطالب الرئيسي بها؟
أولسنا نصرخ دائماً متى يمنح المبدع فسحة للتفرغ لإبداعه وبحوثه؟

لكي نستطيع الحصول على إبداع في أي مجال من مجالات الحياة الإبداعية (شعر - قصة - رواية- نقد...).
كل هذه الفروع تحتاج لمن يتفرغ لها، لكن هيهات وأنى له ذلك، وساحات الثقافة ليست تلك الساحة التي تطعم خبزاً..

الهاجري شعلة من الثقافة، لكنها ثقافة الصمت، متى تئد صمتك؟ وتحيله ليس إلى صراخ كما يريد البعض، لكن تحيله إلى كلمات نابعة من القلب لتضيء بها ذلك الصمت المدوي في ساحتنا الثقافية؟