المدرسة وتعزيز القيم الجيدة.. إيلاء الصدارة للقيم النبيلة وتشغيل وترويج مختلف الرموز الثقافية والمعاني الإيجابية



إذا كانت مهمة تعزيز القيم الجيدة موكولة بقوة إلى كل الأوساط التي تضطلع بالفعل التربوي وبتكوين الإنسان، فإن المدرسة وسط جدير بهذه الوظيفة بالنظر إلى ضوابطها التنظيمية وقدرتها على تشغيل وترويج مختلف الرموز الثقافية.

ومن هنا، فإن المعاني الإيجابية لهذه القدرة، والملامح الجيدة للسلطة التي يحتضنها الوسط المدرسي لا يمكن أن تحصل وتتوسع إلا بإيلاء الصدارة للقيم النبيلة وتقوية جانبها ما دام المجتمع في حاجة ماسة إليها.

ويمكننا في هذا الإطار حصر أربعة مسالك لتلبية هذا المطلب وتأمينه: 
1- النهوض بالهم الثقافي عبر قيم: التأصيل، الاختلاف، الإبداع.
2- الصياغة النوعية / الجديدة لقيمة المواطنة.
3- النهوض بقيمة التضامن في صورها الاجتماعية والأخلاقية.
4- التحسيس بقيمة الانخراط في ثقافة العصر والإسهام في تراكماتها المختلفة.

إن التكوين والبحث العلمي مدخلان ضروريان للنهوض بالمطالب الآنف ذكرها والتي هي في العمق مطالب مجتمعية، ونعتبر أن مؤسسات التكوين التي نتوفر عليها اليوم قادرة على الوفاء بها، بالنظر إلى الرصيد التربوي الذي راكمته وإلى طاقات البحث والتكوين الموجودة بها.

ويضاف إلى ذلك الإكراهات المختلفة المصاحبة لعملية التكوين والأسئلة الكثيرة المترتبة عنها وإلى المنتظرات والرهانات التربوية التي تحتل مساحة واسعة في وعي الفاعلين التربويين والمكونين بهذه المؤسسات.