مرونة المدرسة وتكييف التعليم مع حاجات أرباب العمل والأسواق



تكييف المدرسة مع حاجيات الاقتصاد؟ ليست المسألة مع ذلك متيسرة.
فبوجه عام باءت كل المحاولات الرامية إلى تحقيق هكذا تكييف، خلال سنوات الخمسينات والستينات، بفشل ذريع.

كيف لا والاقتصاد الرأسمالي بطبيعته، يرفض كل ميل إلى التخطيط.
يستحيل أي  توقع،على مدى ست أو سبع سنوات، لما ستكون الحاجات الدقيقة بشأن اليد العاملة، وبالأحرى المؤهلات.

كيف يمكن تصور تكييف من ذلك القبيل في سياق اقتصادي أكثر تقلبا ولا قابلية للتوقع  من أي وقت مضى؟

إن وضع السؤال إجابة عنه: يكمن حاليا  العنصر المركزي في تكييف التعليم مع حاجات أرباب العمل والأسواق بالضبط في أخذ ذلك التقلب بعين الاعتبار.

لا بديل إزاء العجز عن التحكم بالفوضى غير التكيف معها. لذا فإن الكلمة الرئيسية لتكيف المدرسة الجديد مع المقاولات هي لفظ «المرونة».

إن العمال مطالبون بالتطور في بيئة إنتاج متغيرة باستمرار، لأن التكنولوجيا تتحول والمنتجات تتغير، ولأن إعادة الهيكلة وإعادة التنظيم تؤديان إلى استبدال منصب العمل، ولأن المنافسة تضفي الهشاشة على التشغيل.

إن هكذا إعادة تأهيل المستمرة مكلفة وقتا ومالا. ان تدريب العامل على خصوصيات بيئة إنتاج معينة يشكل استثمارا مكلفا وطويل الأمد، يعيق استخدام الاختراعات.

ويغدو تزايد تلك التكاليف باهضا بسرعة، من جراء التكنولوجيا وشدة تنقل اليد العاملة.
والحال أن طبيعة التقنيات المستعملة نفسها وتنامي تعقيدها، يجعلان أهمية المعارف، وبالتالي التكوين، مسألة حاسمة أكثر من أي وقت مضى.

كيف يمكن حل هذه المعضلة عبر «التعلم مدى الحياة»؟.
توضح منظمة التعاون والتنمية الاقتصاديين أن تلك النظرية «ترتكز إلى حد كبير، على فكرة أن الإعداد للحياة العملية لا يمكن اعتباره أمرا نهائيا وأنه يتعين على العمال متابعة تكوين مستمر طوال حياتهم المهنية ليظلوا منتجين وقابلين للتشغيل».

قابلية التشغيل Employabilité والإنتاجية، هكذا ليس للمشروع أي طموح إنساني.
و ليس المقصود تعليم الجميع ، مدى الحياة ، كنوز العلم والتقنيات والتاريخ والاقتصاد والفلسفة والفنون والأدب واللغات القديمة والثقافات الأجنبية.

يشكل تكييف أنظمة التعليم مع ذلك الهدف، بنظر اللجنة الأوربية، «أهم تحد بوجه الدول الأعضاء برمتها».
ويستتبع أساسا ثلاثة أمور هي «قابلية التكيف» adaptabilité  و «تحميل المسؤولية» responsabilisation  و«نزع الضبط» dérégulation.