مراحل تطبيق نموذج الإشراف بالأهداف.. وضع الأهداف. وضع الخطة. التنفيذ والمتابعة. قياس الإنجاز



يمر تطبيق نموذج الإشراف بالأهداف بأربع  مراحل هي: مرحلة وضع الأهداف، ومرحلة وضع الخطة، ومرحلة التنفيذ والمتابعة، ومرحلة قياس الإنجاز، وذلك على النحو الآتي:

المرحلة الأولى: وضع الأهداف:
تعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل والخطوات، وذلك لأن الأهداف جزء أساس وهام جداً في الإشراف بالأهداف وقد أشار إلى هذه المرحلة (أوديورن) بقوله: إن الخطوة الأولى في الإدارة بالأهداف هي تحديد الأهداف ومن ثم اقتراح الأنشطة أو النشاطات اللازمة لتنفيذها، فإذا كانت صياغة الهدف مناسبة، فإن الأنشطة الأخرى توجه نحو الهدف.

وللأهداف شروط وخواص من أهمها وفق ما يذكره الهواري ومطاوع وحسن ما يأتي:
1- أن تتم صياغة الأهداف بشكل واضح ودقيق، وهذا يعني أنه يجب الابتعاد عن العبارات العامة والألفاظ الغامضة أو الكلمات التي لها معان متعددة وتحتمل التفسير بعدة وجوه.

2- أن تكون الأهداف واقعية ومعقولة، أي ممكنة التحقق، ويترتب على هذا دراسة إمكانات المدرسة والمعلمين وقدراتهم الفعلية على تحقيق الأهداف الموضوعة، وبشكل خاص الموارد المالية المتاحة والطاقات البشرية المطلوبة والزمن اللازم لتحقق الأهداف، وأن لا تكون مثاليه لدرجة يستحيل تحقيقها.

3- أن يشترك المشرفون والمعلمون  في صياغة الأهداف و أن يتم ذلك بأسلوب شوري.

4- أن تتسم الأهداف بالمرونة التي تجعلها ممكنة التحقيق فيما لو تغير الموقف التربوي لأي سبب طارئ.

المرحلة الثانية: وضع الخطة:
الخطة برنامج عمل لتحقيق هدف أو أهداف معينة، والخطة جزء هام للإشراف الفعال، إذ أن الهدف بدون خطة لتحقيقه ما هو إلاّ حلم أو توقع. ولذا يجب أن يكون لكل هدف خطة وجدول زمني، تبين ما يجب القيام به لتحقيق الهدف.

ويتوقف تحقيق الأهداف والنتائج المتوقعة على تحديد النشاطات التي ينبغي ممارستها لتحقيق هذه الأهداف، وكذلك تحديد الموارد المالية والبشرية والفنية اللازمة، ويتطلب ذلك دراسة احتياجات المدرسة والمعلمين الفعلية من الأموال المطلوب توفرها، والمواد والمعدات والأجهزة المطلوبة، ولذا فإنه يجب وضع خطة عمل لتأمين هذه الموارد بالكميات المطلوبة والنوعيات اللازمة في الوقت المناسب كي لا تقف حجر عثرة في وجه التنفيذ.

المرحلة الثالثة: التنفيذ والمتابعة:
بعد اكتمال المرحلة السابقة يبدأ التطبيق، ويعتمد التنفيذ على تحفيز المعلمين  لإشباع دوافعهم المختلفة والعمل على تحقيق التوازن بين مصالحهم ومصالح المدرسة .ومن الضروري متابعة التنفيذ استناداً إلى المعايير المحددة مسبقاً.

و متابعة التنفيذ في غاية الأهمية للتأكد من أن عمليات التنفيذ تسير وفقاً للخطة المرسومة وأن الانحرافات لا تتجاوز الحدود المقبولة ،  ولذا فإن  الهدف من المتابعة  اكتشاف الأخطاء- أثناء التنفيذ- والتعرف على العقبات لتذليلها ولتصحيح المسار المؤدي إلى الهدف الأصلي.

المرحلة الرابعة: قياس الإنجاز:
بما أن نموذج الإشراف بالأهداف يركز على تحقيق الأهداف بفعالية فإن الأمر يستوجب بل ويحتم وجود وسيلة لقياس الإنجاز، فبدون هذا العنصر يصعب الحكم عما إذا كانت الأهداف قد تحققت أم لا؟.

وفي هذا الشأن يقول (دركر) "لن تكون هناك نتائج بدون تقديرها بموضوعية، فمن الضروري معرفة النتائج المرغوبة، وتحديد ما إذا كانت هذه النتائج المرغوبة قد تم تحقيقها وإنجازها، والقياس هنا يجب أن يكون قياساً للإنجاز أكثر من كونه قياساً للجهد".

ولا يتم قياس الإنجاز في نهاية الخطة فقط، بل يجب أن تكون عملية القياس مستمرة. وتتم عن طريق التغذية الراجعة المستمرة.

 فالمشرفون والمعلمون  يقّومون مدى تحقيقهم للأهداف باستمرار أثناء تقدمهم في العمل، والتغذية الراجعة تتم على فترات زمنية جنباً إلي جنب مع تنفيذ الخطة، وتفيد التغذية الراجعة في إجراء التعديل سواء في الخطة نفسها أو في الأهداف.

ولذا فإن وجود معايير تقيس مدى تحقق الأهداف من الضرورة بمكان لأن دقة القياس ومصداقيته تعكس وبشكل جلي قدرة المؤسسة التربوية على تحقيق الأهداف المنشودة، وتوضح الانحرافات التي قد تحدث أثناء التنفيذ، وبالتالي يمكن تلافيها والتقليل من آثارها السيئة على المؤسسة التربوية بخلاف ما إذا أهملت واستفحلت فإن الأمر فيما بعد يكون أكثر صعوبة وأشد تعقيداً عند محاولة الخلاص أو العلاج لهذه الانحرافات.