أسباب عدم استغلال البحور الشعرية المختلطة.. مسألة الزحاف. تنويع الأضرب. فاعل في حشو الخبب. مسألة التدوير



يرى أحمد المجاطي أن البحور المختلطة رغم ما تتوفر عليه من طاقات موسيقية كبيرة فهي لم تستغل لأسباب منها:

1- مسألة الزحاف:
تولد إحساسٌ بالرتابة والملل ناتج عن اعتماد التفعيلة كوحدة إيقاعية ثابتة.

ولتكسير حد القافية ومنحها مزيدا من التنوع و التلوين، لجأ الشاعر الحديث إلى الإكثار من استعمال الزحاف، فكان أن حصل الشاعر على أكثر من إيقاع من دون أن يلجأ إلى البحور المختلطة.

2- تنويع الأضرب:
بهدف التنويع في الإيقاع والتلوين في النغم، عمد الشاعر الحديث إلى:

- توظيف تفعيلات تعود إلى أصل واحدٍ، كما في أبيات عبد الصبور (مستفعلن).
- تنويع الأضرب دون الاكتراث بقيود القافية.
- إدماج بعض البحور المتشابهة في بحر واحدٍ، مثل: الرجز والسريع.

3- فاعل في حشو الخبب:
تظل مسألة تنويع الأضرب والقافية تلوينات مقبولة وملتزمة بقوانين علم العروض.

إلا أن الخروج عن هذه القوانين يتمثل في استعمال (فاعل) بدل (فاعلن) في حشو بعض أبيات الشعر الحديث، وهوخروج أصبح متفشيا في كثير من قصائد الشعر المعاصر الجديد، ومستساغا من قبل "الرأي العام" على حد تعبير كل من محمد النويهي وعز الدين إسماعيل.

4- مسألة التدوير:
إن حركة المشاعر والأفكار والأخيلة قد تأخذ شكل دفقة تتجاوز، في اندفاعها، حدود الشطر أوالبيت الشعريين، مما نتج عنه نتيجتين:

- الأولى: تبرز في التعبير عن الدفقة دون الوقوع في التدوير، وبالتالي اللجوء إلى استعمال تفعيلة خماسية أوتساعية كما ورد عند نازك الملائكة و خليل حاوي.

- الثانية: وتظهر في اتساع الدفقة الشعورية وبالتالي الوقوع في التدوير الذي يتخلص من صرامة البيت ذي الشطرين ومن انتظامه في نسق هندسي رتيب.


0 تعليقات:

إرسال تعليق