نصّ المهارة.. مهارة تختزل في ذاتها الموروث الدلالي للتواصل اللساني يجعل تملك مكوناتها فرصة متجددة تتاح للمتعلم كي يبني لنفسه هوية عرفانية القراءة



إنّ نصّ المهارة «يقرأ نصوصا متنوّعة» قد يبدو للوهلة الأولى معطى بديهيّا وبسيطا لأنّه جزء لا يتجزّأ من رسالة المدرسة أنّى كانت منطلقاتها وخلفيّاتها النّظريّة وممارساتها العمليّة.

غير أنّنا في سياق تعليميّ قائم على المقاربة بالمهارات ندرك في هذه المهارة سمتها المعقّدة النّاجمة عن الطّابع المركّب والشّموليّ الذي ينتظمها.

إذ هي مهارة تختزل في ذاتها الموروث الدّلاليّ للتّواصل اللّسانيّ.

وهي إلى ذلك مهارة مركّبة من وجوه متكاملة متظافرة في ما بينها تدفعنا دائما إلى عدم التّغافل عن الإدماج شرطا رئيسا لتمام فعل القراءة وتملّك هذه المهارة.

فالقراءة أداء سليم يُراعي ضوابط اللّغة وقواعد النّحو ويحقّق الأعمال اللّغويّة.

وهي بناء للمعنى شرطه تفكيك المقروء تفكيكا سليما يُيسّر مسالك الفهم والتّحليل والتّأويل والنّقد والتّقويم وَفْقًا لمقاصد القراءة وهويّة المقروء من حيث النّمط أو النّوع أو الجنس أو المدى (نصّ قصير أو نصّ طويل).

والقراءة فضلا عن كلّ هذا مظهر ممكن من مظاهر التّواصل واستثمار المعطيات وإنجاز المشاريع وحلّ المسائل.

وهي بهذا المعنى واحدة من المهارات العابرة لسائر مجالات التعلّم الجامعة بينها جمعا يجعل تملّك مكوّناتها فرصة متجدّدة تُتاح للمتعلّم كي يبني لنفسه هويّة عرفانيّة القراءة فيها سبيل ناجع من سبل حسن الإقامة في العالم.