التعامل مع الطرائق التعليمية.. التفكير البيداغوجي يهدف إلى البحث عن كيفية تعديد الطرائق التعليمية حتى تتوافق أحسن مع الوضعية ومع المشاكل التي يجب حلها



يطرح سؤال طويل وعريض على المدرسين، حول كيفية التعامل مع الطرائق التعليمية، من الناحية العملية.

فأية طريقة تعليمية يجب أن ينهج؟
وكيف يمكن أن يختار بين هذه الطريقة أو تلك؟

وهل بإمكانه التوفيق بين طرائق تعليمية، تستند كل واحدة منها على أسس مغايرة للأخرى، في حصة دراسية واحدة أو في مادة تكوينية محددة؟

يكاد يتفق هنا جل الباحثين التربويين على أنه من الصعب الاحتكام إلى طريقة تعليمية دون أخرى، سواء كانت تقليدية أو حديثة، بحكم اختلاف الإطارات المرجعية المتعددة.

لكن للتغلب على هذه الصعوبة، يبقى عل المدرس أن ينمي، أولا، رصيده المعرفي النظري بكل ما يحيط بديداكتيكية الطرائق التعليمية، التقليدية منها والحديثة، وأن يلم، قدر الإمكان، بمنهجيات التدريس الرسمية وغير الرسمية، وأن يتخذ موقفا حذرا ومرنا في التعامل مع المواقف التواصلية مع المتعلمين، خلال إنجازه للفعل التعليمي.

في هذا الصدد، يشير ميالاري إلى أن الطرائق التعليمية، لا يفترض فيها أن تكون جافة ومتصلبة، بل يجب أن تتكيف دائما مع وضعيات المتعلمين. ويضيف كذلك: "بأن كل طريقة تعليمية، تنتج عن تلاقي عدة عوامل.

وبهذا المعنى، تظل (الديداكتيك) دائما فنا؛ وهو العمل على أن تتكيف التوجيهات العامة الموجودة في كتب المنهجية، مع وضعية تعليمية محددة.

فالتفكير البيداغوجي، وفي إحدى مستوياته، يهدف إلى البحث عن كيفية تعديد الطرائق التعليمية، حتى تتوافق أحسن مع الوضعية ومع المشاكل التي يجب حلها...".

لذا، لا يمكن استخدام طريقة واحدة لتحقيق أهداف محددة من خلال محتويات معينة، بل نحتاج إلى دمج مجموعة من الطرائق (إلقائية وحوارية بشقيها وبحث ومهام، وكذا عمل جماعي أو عمل مجموعات)، بشكل واعي حسب تصنيف الأهداف المحددة (عقلية معرفية، وجدانية، حس ـ حركية) من خلال مقـولاتها الصنـافية، وذلك عبر الصيرورة التعليـمية التي تنطلق مـن المكتسبات السابقة.

(بداية الدرس)، ثم الأهداف الوسيطية (خلال الدرس)، وأخيرا الأهداف النهائية (نهاية الدرس)، إلى جانب البحث أو المهام المنجزة قبل أو بعد الدرس.

إن دراسة وفهم موضوع ديداكتيكية الطرائق التعليمية من طرف الممارس، لا يمكن اعتباره وصفة جاهزة، يكفي الاطلاع عليها لإتقانها، لأن الديداكتيك كمجال تطبيقي، هي فوق كونها علم وفن، فهي مهارة وممارسة بالأساس، لا يكتسب الممارس إتقانها وتجديدها إلا بالخبرة والممارسة الواعيتين.


0 تعليقات:

إرسال تعليق