المصلحة المتعدية مقدمة على المصلحة القاصرة.. الاشتغال بطلب العلم الشرعي أفضل من الاشتغال بالعبادات القاصرة



والمقصود بالمصلحة المتعدية أي التي تتعدى فاعلها إلى غيره، أما المصلحة القاصرة فهي التي لاتتجاوز في نفعها فاعلها.
وبناء على ذلك:

1- فإن الاشتغال بطلب العلم الشرعي أفضل من الاشتغال بالعبادات القاصرة، إذا تعذر الجمع بينهما، كمن يتعذر عليه مع الصيام طلب العلم، فهنا تقدم مصلحة العلم على صيام التطوع.

 يدل على ذلك ما جاء في حديث أبي الدرداء في سنن الترمذي عنه عليها الصلاة والسلام أنه قال: "وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب".

وفي سنن أبي داود بإسناد حسن عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يا أبا ذر لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من مائة ركعة "  والشاهد قوله: "فتعلم" فجعل تعلم الآية –لأن نفعها متعدٍ – أفضل من مائة ركعة لن نفعها قاصر على العابد وحده .

2- وكذلك الاشتغال بالدعوة إلى الله أفضل من الاشتغال بالعبادات القاصرة لقوله صلى الله عليه وسلم: من دل على خير كان له مثل أجر فاعله"، وفي الحديث الآخر: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة" وقوله "فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم".

3- وكذلك الحال بالنسبة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنه من أفضل العبادات ويقدم على العبادات ذات النفع القاصر، ولهذا قال أهل العلم: يستحب لمن كان في الطواف أو في السعي فرأى منكراً أو بدعة أن ينكرها، وهو أفضل من الاشتغال بالذكر في تلك اللحظة.

4- وكذلك فإن حسن الخلق أفضل من التنفل بالعبادات القاصرة، لأن الإحسان إلى الناس نفعه متعد، ولهذا ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "وإن البد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" وعنه عليه الصلاة والسلام: "إن أثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة خلق حسن".


0 تعليقات:

إرسال تعليق