الجاحظ.. رسالة الإمامة. الحيوان. تأريخ المذاهب. البخلاء



الجاحظ أحد أدباء العرب المرموقين، عاش في الفترة العبّاسيّة في القرن الثّالث للهجرة، من أكثر من أبدع في الكتابة النثريّة والإنتاج الأدبيّ، ولد في البصرة، والده حادٍ للجمال.

تلقّى تعليمه في مجالس العلم في البصرة، كما تلقّاه في سوق المربد حيث يجتمع الأدباء من بدو وأعراب ليبثّوا أدبهم، وليقرضوا شعرهم، لينتقل بعدها ليتلمذ على يد شيخ المعتزلة إبراهيم النّظّام، وكان أحد تلاميذ الأصمعيّ أيضًا.

عام 202هــ كتب "رسالة الإمامة" في السّياسة، وقد لاقت استحسان الخليفة العبّاسيّ المأمون  ثمّ انتقل إلى بغداد وعمل في رعاية السّلطان مروّجا لها، مواجها للمعارضة.

خصص الجاحظ أعماله الأدبية لثلاثة أفراد:
أولا: الخليفة.
ثانيا: شخصيّة النّبيل.
ثالثا: الشعراء.
ومعظم هؤلاء اعتنوا بالجاحظ عناية ماديّة على ما يبدو.

أوّل من اهتمّ بأدب الجاحظ كان الوزير ابن الزّيات، الذي خدم الخليفة المعتصم، والثّاني هو قاضي القضاة المعتزليّ الكبير أحمد بن أبي داوود، والفتح بن خاقان.

ترك الجاحظ للمدرسة العربيّة آثارا أدبيّة كثيرة أشار إلى جملة منها في كتاب الحيوان.

يذكر ابن النّديم في كتابه أنّ أعمال الجاحظ تقارب 140، أمّا المستشرق شارل بلا فيذكر أنّ عددها يقارب 250، 75 منها وصلنا من هذا الكمّ الهائل الذي ضاع معظمه، والمثير أنّ جزءا منه عبارة عن قصص قصيرة.

كتب الجاحظ رسائل كثيرة مختلفة، استقطبت واضيع عديدة اهتمّ بها بنفسه، نذكر منها المواضيع العقائديّة، الدّينيّة، السّياسيّة (يذكر مثلا الخوارج)، التاريخية (كتأريخ المذاهب)، الاجتماعيّة، العادات والتصرفات، والمناقب والمثالب، نذكر من ذلك شرحه قضيّة انتشار العناصر التّركيّة في عهد المعتصم، وانتشار القيان وغير ذلك.

من أهمّ كتب الجاحظ كتاب البخلاء، فيه يعالج ظاهرة اجتماعيّة مفادها البخل عند فئة من النّاس قام بتمييزها بميزات خاصّة، وإلى جاب البخلاء رسائل عديدة تتسم بطابع المختارات الأدبيّة، كرسالة فيها يذكر الحنين إلى الوطن، أو تفضيل النطق على الصّمت، الفصل بين العداوة والحسد.

أكبر أعمال الجاحظ البيان والتبيين، فيه يعالج مسألة الاتصال بين بني البشر باللغة العربيّة، فيها يبدي نزعة العربيّة ضدّ ما سمّي بالشعوبيّة آنذاك، إلى جانب البيان والتبيين نذكر أكثر الكتب مركزّية واعتزاليّة.


0 تعليقات:

إرسال تعليق