الأجناس الأدبية.. دراسة الأدب اعتمادا على النظريات القديمة والمعاصرة. الاعتماد على التقاليد العربية في تصنيف الأجناس

إنّ مسألة دراسة الأدب من حيث نوعه ليست حديثة العهد، هنالك الكثيرون ممّن صنّفوا الأعمال الأدبية بناء على نوعها.

المصطلح الغربيّ للظّاهر جانر وهو مصطلح فرنسيّ، ما رادفها في النقد الأدبيّ القديم كان: الصّنف، الجنس، الفنّ، الضّرب، المذهب والباب.

بالنّسبة للدّارسين هنالك تصنيف عربيّ للأجناس الأدبيّة.
بعض الدارسين اعتمد على التّقاليد العربيّة في تصنيف الأجناس كما درج في الماضي، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ القدماء لم ينتبهوا لجميع الأجناس الأدبيّة سابقا، فمعايير تصنيفهم كانت محدودة وناقصة.

بالمقابل نجد المناهج الغربيّة في تصنيف الأدب إلى أجناس خطيرة بعض الشّيء فاستخدامها قد يعيق الفهم الأفضل للأدب العربيّ من جهة فهمه ومعناه، وكيف نما وتطوّر، فجزء من هذه النّظريّات قد يعيق فهمنا لها لما فيها من اختلاف.

إنَّ اتباع واحد من المنهجين دون آخر لا يفي بالضّرورة بتقسيم الأدب إلى أجناسه بصورة سليمة، فإذا توجّهت إلى القديم فقد تغفل عن أجناس لم يذكرها، وإذا تجاهلته قد تقع في شرك الخطأ في النّسب لاختلاف النّظريّة، كما أنّك تتجاهل التّصنيف والتّبويب القديم، لذا ينبغي للباحث العربيّ أن يجمع بين التقسيم التّقليديّ والتقسيم الحديث الغربيّ، وسوف نحاول في هذا المساق النّظر في تقسيم بعض القدماء للأدب نخصّ منهم بالذّكر الجاحظ.

الأدباء في تلك الفترة أنتجوا نصوصُا على وعي لخصائص الجنس الأدبيّ الذي يكتبه، فالشاعر الذي ينظّم قصيدة يكتبها، ينظمها وفقا لمعايير نظم القصيدة فهو على وعي بخصائص ها الجنس من الأدب.

أبدع الأدباء في الأجناس الأدبيّة من خلال وعيهم لكلّ نوع من هذه الأنواع، فهم امتلكوا وعيّا بالنّسبة للأجناس الأدبيّة، أمّا بالنّسبة للدّارس فعليه أن يؤكّد هذا الوعي.

إنَّ الباحث إنسان معاصر مقيّد بمفاهيم أدبيّة نظريّة معاصرة مصاغة ضمن نظريّات مختلفة ممّا يؤدّي بنا أن نسأل: هل يكتفي الباحث بالاعتماد على النّظريّات القديمة لدراسة الأدب لأنّه إذا وضع قائمة النّظريّات المعاصرة وأغلبها غربيّة وقارنها مع ما وجده عند الغرب عندها سيحط من حقّ الأجناس العربيّة الأدبيّة القديمة لأنّه لم يجدها في القائمة.

ولذلك يجب الجمع ما بين المنهجين، والحرص على دراسة الأدب من الداخل والخارج، أي كيف نشأ وتبلور في ظروفه الطّبيعيّة التي نشأ بها، لذا علينا أن نقرأ أمهات الأدب، وبالوقت ذاته يعتمد على نظريّات نقديّة ليعمّق من فهمه لهذا الأدب.

الأجناس العربيّة عديدة ومتعدّدة، ندرجها تحت اصطلاح "الأدب"، ومن أشهر من ساهم  في تصنيف هذه الاجناس كان الجاحظ.

كتب الجاحظ أعمالا شملت أجناسا أدبيّة متعدّدة، وساهم في صقل مفهوم الأدب عند العرب، إلا أنّ مفهوم الأجناس عنده قاصر على وعية لها وبها.