دراسة الأدب من الداخل والخارج.. نشوء الأجناس والفنون الأدبية وابتداع أسلوب الإمتاع والفائدة لكتابة نصّ أدبي

دراسة الأدب بالاعتماد على فترته القديمة، والاعتماد على نظريات النقد القديمة، والاعتماد على نظريات القدماء تعدّ دراسة داخليّة.

أما المقصود بالخارج فهو الاعتماد على النظريات المعاصرة، مع مراعاة الصعوبة في الفصل بين النظريتين. 
الأدب يمثّل وعي القدماء لمسألة الجنس الأدبيّ.

تعدّ التقاليد العربيّة، وتأثيرات الثقافات الأخرى الأدبيّة الفارسيّة، الهنديّة، والتقاليد اليونانيّة وفلسفات اليونان، كلّ ذلك أثر في توجيه الأدب باتجاه النزعة الإنسانيّة كما أثر في نشوء ما يسمى بالأجناس والفنون الأدبيّة، ومعها نشأت المدرسة المقفعية والجاحظية بابتداع أسلوب الإمتاع والفائدة لكتابة نصّ أدبيّ.

إنّ النزعة إلى تقسيم الأدب إلى أجناس أدبيّة هي نزعة واضحة لدى الجاحظ، سواء في مجال حديثه عن الأدب الجاهلي (الموروث) أو في معرِض حديثه عن الأدب في عصره.

يستخدم الجاحظ مصطلحات تصنيفيّة متعددة، فستخدم كلمة ضروب للتعبير عن النتاج النثريّ، وأصناف للفنّ الشّعريّ، ولكن استخدامه لم يكن منهجيا إذ استخدم ألفاظا أخرى للتعبير عن الأنواع الأدبية أيضا كقوله أبواب وفنون، ولكن ذلك ينير لنا جانب الوعي لقيمة الأدب التعبيري كفنّ آنذاك.

يجدر الذكر بأن الجاحظ قد قسم الأعمال الأدبية من خلال وصف كل منها وذكر خصائصه، أما مصطلح عامود فقد استخدم للتعبير عن مجموع الخصائص والمميزات الفنية الأدبية المتعلقة بهذا الجنس أو ذاك.