مستقبل الإنترنت وتجاوز تصورات الخيال وتفاقم ظاهرة القرصنة واغتيال الملكية الفكرية



أطلقت جامعة "إلون" الأمريكية مشروعاً ضخماً أطلقت عليه اسم "تخيُُل الإنترنت" Imagining The Internet يهدف إلى استطلاع آراء عشرات الخبراء حول مستقبل الإنترنت وتكنولوجيا الاتصالات وأثرهما على حياة البشر خاصةً بعد التغييرات التاريخية التي أحدثها الإنترنت في العالم خلال سنوات قلائل من خلال الشبكات الاجتماعية وغيرها من التقنيات التي أعطت الفرصة للبشر للتواصل كما لم يفعلوا من قبل.
وبعيداً عن آراء الخبراء ، أتاح المشروع من خلال موقعه الرسمي على الإنترنت الفرصة للأشخاص العاديين حول العالم لتسجيل تصوراتهم حول مستقبل الإنترنت ومدى تأثيره على حياتهم ، باعتبارهم المحرك الحقيقي له مع ازدياد الشبكات الاجتماعية مثل "فيس بوك" والمدونات وغيرها ، ووصل عدد المشاركين إلى أكثر من ألف شخص سجلوا آراءهم على الموقع.
جاءت توقعات الناس ما بين طريفة وخيالية أو قابلة للتحقيق ، ننقل لكم بعضاً منها مع دعوة لأن ترسلوا أنتم أيضاً أفكاركم وآراءكم حول الموضوع نفسه على البريد الإليكتروني للصفحة.
كيف حالك اليوم؟ كثير من آراء الناس ركزت على تغير السمات النفسية والاجتماعية للبشر إلى الأسوأ مستقبلاً بسبب الإنترنت ، فعلى الرغم من التوقعات بزيادة قدرة الناس على التواصل عن طريق الشبكات الاجتماعية والمكالمات المرئية وغيرها ، فإن الناس ستفقد أحاسيسها ومشاعرها بالتدريج وسيفقدون صلتهم بالواقع والطبيعة وحتى الغرائز بسبب حياتهم الافتراضية ، هذا غير فقدان الخصوصية وازدياد معدلات الطلاق بشكل كارثي.
ما بعد الخيال توقعات الناس بخصوص تطور الإنترنت نفسه كانت مذهلة ، فالبعض توقع أن يعمل الإنترنت بمجرد التفكير ، وأن يتغير حسب دقات قلبك أو بصمة أصبعك ، كما أن ملابسك نفسها ستحل محل الكمبيوتر ، فتبعث إليك بمعلومات وإعلانات حسب حالتك المزاجية والبدنية ، أو أن تعمل نظارتك الطبية عمل الشاشة.
توقع الناس أن تتطور الأجهزة التي تتصفح الإنترنت من خلالها بشكل مذهل ، لتكون مع الجميع وفي كل مكان ، لتختفي مثلاً الصحف الورقية التقليدية وتختفي أيضاً الأسلاك والتوصيلات ، ليصبح الإنترنت بدون أسلاك مطلقاً.
أحد المستخدمين حدد عام 2012 ميعاداً لتحوّل الإنترنت الحالي من ثنائي الأبعاد 2D إلى ثلاثي الأبعاد 3D لترى كل شيء كما هو في الواقع.
مستقبل القرصنة تعاني الكثير من الشركات في العالم اليوم من ظاهرة القرصنة وتبادل الملفات بشكل غير شرعي ، وتوقع الكثير من زوار الموقع أن يستمر هذا الأمر وأن تموت فكرة حقوق الملكية الفكرية إلى الأبد ، بل توقع أحدهم أن يتم تقنين القرصنة نفسها لتصبح مشروعة ويكون كل شيء على الإنترنت من كتب وموسيقى وأفلام وبرامج مجانياً ، أو هكذا يتمنى.
شعوب أقوى وعالم واحد بعض التوقعات رجحت أن يتيح الإنترنت مستقبلاً قوة أكبر للناس العاديين في مواجهة الحكومات عن طريق نشر الأفكار والدعوة إلى التحرك والتظاهر بسهولة ، وهو ما بدأ في الحدوث بالفعل ، كما تنبأ البعض أن تكون الأجيال القادمة أكثر ذكاءً وأن يخرج منهم قادة في أعمار مبكرة يقومون بتوحيد العالم والاقتصاد وإلغاء جوازات السفر.
ضد الانترنت الأشخاص الرافضين للانترنت في المستقبل سيكوّنون مجتمعات خاصة بهم في مدن وقرى مستقلة، يمارسون الأنشطة اليومية (بالطرق القديمة) وسيقودون سياراتهم بأنفسهم بدلاً من الكمبيوتر الذي سيقود السيارات الحديثة ، وسيقومون بالتسوق عبر الذهاب مباشرة إلى المحال التجارية بدلاً من التسوق عبر الانترنت.


0 تعليقات:

إرسال تعليق