مطار الملكة علياء الدولي: من التأسيس العريق عام 1983 إلى التحديث الشامل والتوسعة الكبرى 2013 – رحلة الأردن نحو بوابة عالمية متطورة

إعادة تأهيل وتوسيع مطار الملكة علياء الدولي:

يعتبر مطار الملكة علياء الدولي الشريان الحيوي للعاصمة الأردنية عمان، ومحورًا رئيسيًا للنقل الجوي في المنطقة. لم يكن هذا المطار مجرد نقطة وصول ومغادرة، بل شهد تطورات كبيرة عبر تاريخه، بدءًا من إنشائه في عام 1983 ليحل محل مطار عمان المدني في ماركا، وتسميته تخليداً لذكرى الملكة علياء الحسين، التي تُوفيت في حادث طيران مؤسف عام 1978.

نشأة وتصميم المطار الأصلي:

عند افتتاحه، تميز مطار الملكة علياء الدولي بتصميم فريد وعملي يلبي احتياجات حركة المسافرين المتزايدة آنذاك.

مبنى المسافرين:

  • تصميم المبنى: تألف المبنى من تصميم توأمي، حيث اشتمل كل بناء على قاعات منفصلة للمغادرين والقادمين، بالإضافة إلى قاعة مخصصة لمسافري الترانزيت. هذه القاعات كانت نقطة تجمع للمسافرين قبل التوجه إلى البوابات المؤدية للطائرات، كما ضمّت مكاتب وقاعات للخدمات الأساسية والمساندة.
  • المساحة والطوابق: امتد كل بناء على مساحة تقدر بـ 62 ألف متر مربع موزعة على ثلاثة طوابق. ربط بين الطابقين الأوسطين في البنائين جسر علوي ضم منطقة السوق الحرة، مما أتاح للمسافرين تجربة تسوق مميزة أثناء انتظارهم.
  • مواقف الطائرات والبوابات: تم تخصيص موقف طائرات مستقل لكل بناء، حيث زُوّد كل بناء بـخمس بوابات مجهزة بـجسور تسهل حركة المسافرين المباشرة من وإلى الطائرات. إضافة إلى ذلك، خُصّصت بوابة في كل بناء لخدمة المسافرين عبر الحافلات من وإلى مواقف الطائرات البعيدة. كانت السعة الإجمالية لمواقف الطائرات تبلغ حوالي 25 طائرة في نفس الوقت.

صالات خاصة ومرافق إضافية:

لم يغفل المطار في تصميمه الأصلي عن تلبية احتياجات فئات المسافرين المميزة:
  • صالات كبار الشخصيات: ضمت المباني صالات راقية ومجهزة خصيصًا لخدمة رجال الأعمال وكبار الشخصيات، بالإضافة إلى مسافري الدرجة الأولى والمسافرين كثيري السفر. بلغت مساحة هذه الصالات حوالي 18 ألف متر مربع، وكانت قادرة على استيعاب حوالي 340 ألف مسافر من هذه الفئات.
  • مواقف السيارات: لضمان سهولة الوصول والمغادرة، وُفرت ستة مواقف للسيارات بسعة إجمالية تبلغ حوالي 1392 سيارة.
  • الطاقة الاستيعابية: قُدرت السعة الاستيعابية للمطار الأصلي بحوالي 4.5 مليون مسافر سنويًا، مما عكس التوقعات الأولية لحركة السفر في الأردن.

إعادة التأهيل والتوسعة: نقلة نوعية للمطار

مع مرور الوقت، وتزايد حركة السفر الجوي، برزت الحاجة الملحة لتوسعة وتحديث مطار الملكة علياء الدولي ليواكب المتطلبات العالمية.

اتفاقية البناء والتشغيل ونقل الملكية (BOT):

شهد عام 2007 توقيع اتفاقية محورية بين الحكومة الأردنية ومجموعة المطار الدولي، وهي اتفاقية بناء وإعادة تأهيل وتشغيل ونقل للملكية (BOT) لمدة 25 عامًا. هذه الاتفاقية حافظت على ملكية الحكومة الأردنية للمطار، مع ضمان حصولها على نسبة كبيرة من الإيرادات: 54.47% خلال السنوات الست الأولى من العقد، و54.64% خلال الـ 19 عامًا المتبقية.

مشروع التوسعة والتأهيل الشامل:

أُنيطت بمجموعة المطار الدولي مهمة تنفيذ مشروع ضخم لإعادة تأهيل وتوسعة وتشغيل المطار، بهدف رئيسي هو زيادة قدرته الاستيعابية لاستقبال عدد أكبر من المسافرين:
  • توسعة المساحة: تضمن المشروع توسعة المطار على أرض جديدة بمساحة تبلغ 100 ألف متر مربع.
  • إعادة تأهيل المرافق: إلى جانب التوسعة، شمل المشروع إعادة تأهيل شاملة للمرافق القائمة لضمان مواكبتها لأحدث المعايير العالمية.
  • الأهداف الاستيعابية: كان الهدف الأسمى من المشروع هو رفع السعة الاستيعابية للمطار لتصل إلى 9 ملايين مسافر سنويًا في المرحلة الأولى (الحالية)، ومع التطورات المستقبلية، إلى 12 مليون مسافر سنويًا في المرحلة الثانية.

التكلفة والافتتاح الكبير:

  • التكلفة الإجمالية: بلغت تكلفة مشروع التوسعة الجديد حوالي 750 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى 100 مليون دولار أمريكي خُصصت لإعادة تأهيل مباني المسافرين القائمة.
  • الافتتاح التاريخي: تُوجت هذه الجهود بافتتاح المبنى الجديد للمسافرين في 14 آذار/مارس 2013، بحضور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. تم الانتقال إلى المبنى الجديد خلال ليلة واحدة بشكل سلس وفعال.
  • التحول التشغيلي: أكمل المطار تحوله التشغيلي بتاريخ 20 آذار 2013، حيث أقلعت آخر رحلة من المبنى القديم في تمام الساعة 10:05 مساءً. بعد ذلك، تم نقل جميع عمليات المطار بالكامل إلى المبنى الجديد، لتنطلق أول طائرة منه بتاريخ 21 آذار 2013 في تمام الساعة 2:30 صباحًا، إيذانًا ببدء حقبة جديدة من التطور والازدهار لمطار الملكة علياء الدولي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال